الجمعة، 2 يناير 2015

لا تخافى بقلم الأديبة / نجلاء العيسوى ( أم ساره )

تم النشر بواسطة : إبراهيم فهمى



نعم انا امك.
انا امك وانت رضيعي، انت وحدك تسمعني وأنا وحدي افهمك، لم اتخل عنك، ولن اترك مسئوليتك.
الوليد: الم تلقني من قبل في التنور؟!
اﻻم:نعم القيتك في التنور، ولكن من شدة خوفي عليك؛ فقد خفت عليك من ذبح السكين، ولو استطعت لو ضعتك بين اضلعي.
الوليد:ولكنك القيتني في اليم بعد أن ارضعتني وحرمتني من دفء حنانك، وقذفتني في التابوت ، ثم قذفتني في اليم!!!
أي عقل أشار عليك بهذا ؟! وأي عطف وحنان طاوعاك بأن تفارقيني؟! وأي محب يلقي حبيبه ورضيعه في الماء؛ لتخطفه اﻻمواج للمجهول؟!
الأم :نعم يا صغيري لقد قذفتك في التابوت ثم قذفتك في اليم بعدأرضعتك من لبني وغذيتك بحناني.
ولكن هذا ليس من رأي وﻻ تفكيري ولكنه كان من وحي الهي. 
الوليد: أتنزل الوحي عليك يا أماه؟!
الأم:نعم في أمرك نزل.
الوليد:وبما أوحي إليك؟ !
لقد أمرني ان أرضعك ثم القيك في اليم. وبشرني بأنك سترجع الي ولن احرم منك، بل انك ستكون من المرسلين اﻻقوياء. 
الوليد: ايتعرض الولدان عندكم للقتل؟!
الأم: نعم يا صغيري فقد ذبح فرعون اكثر من خمسين الفا من ذكور بني اسرائيل.
الوليد: ولم؟
اﻻم :خوفا منهم على. سلطانه.
؟
وكيف نجاني الله منهم يا اماه؟
لقد قذف الله محبتك في قلب قابلتك فكانها سحرت بحبك فلم توش العسكر بأمر مولدك.
ومع ترصهم الشديد لكل أمرة حامل اﻻ انهم لم يستطيعو العثور عليك و لم يقدموك للذبح.
ولم اذبح؟!
يا بني هذا امر عصيب يصعب علي حكايته على اذنيك الرقيقتين.
لكن ثقتي بربي جعلتني القيك في اليم وانا كلي يقين من تنفيذ وعد ربي لي.
لكن لماذا حكمت على نفسك يا رضيعي بعدم الرضاع من المرضعات الﻻتي تقدمن ﻻرضاعك حتى انك اوشكت على الهﻻك.
وكأنه الوحي يا أمي أمرني اﻻ أرضع من إحداهن فكان لبنهن في فمي كالعلقم.
ومن يا أمي تلك الفتاة التي كانت تتحسس أخباري من بعيد؟
إنها يا ولدي اختك جاءت من نفس البطن التي جئت منها ورضعت من نفس اﻻم؛ بعثتها تتحسس اخبارك بعدما علمنا ان الماء قد قذف بك الى قصر فرعون فخفت إن جئت انا ينفضح أمري، فبفقدانك فقدت كل شئ وها أنا وجدت كل شئ بعد أن وجدتك.
إنه وعد الله لي وبشارته .قد صدقها وانجزها؛ ولم ينفضح أمري ولم احرم منك.
فها هو قد ردك لي ترضع من لبني وانعم بالقرب منك.
تنام على ذراعي وتنعم بدفء حناني
وها أنا انتظر البشارة الكبرى والوعد الحق بأن تكون سيد قومك لترفعهم من ذل اﻻسر الى عز اﻻمامه والرسالة. 
خادمة فرعون:هل رضع الولد وشبع؟!
نعم رضع وشبع.
الخادمه:هاته. واستعدي لتقيمي معنا في القصر تعملين في خدمة الوليد وارضاعه. فقد استاذنت ربة القصر زوجها أن يبق الوليد حيا في قصرنا وﻻ يقدمه للذبح.
ﻻ . ﻻ استطع العيش هنا فلدي زوج كبير واطفال صغار يحتاجون لرعايتي وﻻ يصح ان يعيشوا في القصر معكم.
الخادمة. حسنا قد اذنت لك سيدة القصر ان تصطحبي الرضيع معك على أن تعطيك أجر الرضاعه والرعاية.
وتأتي به كل حين لنراه ونطمئن عليه.
نعم اخذتك يا بني تعيش معي في بيتي مع اخوتك واهلك وأخذت معك وعد اﻻمان لك .
فقد كان اليم سببا في نجاتك اليوم وسيكون سببا في نجاتك غدا وهو هو من سيفلقه الله لك نصفين لتنجو ويغرق عدوك.
وهكذا أمر الله إذا أراد النجاة جعلها بأيدي المتكبرين من حيث ﻻ يدرون.
وهكذا هﻻكه للطاغين المتكبرين يكون على أيدي المستضعفين.
ﻻ تخافي بقلم. نجﻻء العيسوي
ام سارة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون