تم النشر بواسطة / إبراهيم فهمى
عبير المولد النبوي
الشاعر / سلطان إبراهيم عبد الرحيم
في ذكرى ميلاد الهادي تهب النسائم العطرة لتروح عن النفوس وتبدد عناء السفر
يا هذه الدنيا ويا كل الورى ** بشراكمو بدر الدجى قد اسفرا
قد جاء منقذكم وهادي سيركم ** يعلو بكم من سفحكم فوق الذُرا
قد جاء والدنيا تضج من الأسى ** لا فلك الا في الضلالة أبحرا
فالأرض غاب والضواري سادة * * لا شرع يحكم غيرقانون الشرى
والناس عمي قد تخبط سيرهم ** كم أوغلوا في التيه يا بئس السُرى
والدين بات بضاعة معروضة ** في كل حانوت يباع ويشترى
هو في دنا الرهبان شرُّ مطيّه ** قد ذللوها كي يحابوا القيصرا
فبدرهم بخس يُزيَّنُ باطل ** والحق بالدينار يُصبح مُهْدَرا
بالمال تملك ضيعة في الخلد أو **تصلى الجحيم إذا حجبت الجوهرا
وغدا الضعيف يئن من أغلاله** وكرامة الإنسان واراها الثرى
والظلم يا للهول أضحى شيمة ** يُثنى عليها والعدالة تُزدرى
والأمن مذبوح وفي دمه لقد ** ولغت كلاب الأرض لما قد جرى
واليأس يضرب في المدى بجذوره ** حتى غدا صفوا الحياة مُكدّرا
وهنا يحين الموعد الأسمى الذي ** تهفوا له كل الحواضر والقُرى
مع ذلك المولود أشرقت المنى ** واليأس أدبر جيشه متقهقرا
فمحمد في الأرض نفحة رحمة ** بعبيرها هذا الزمان تعطرا
كم بشرت كتب السماء بأنه ** يدعوا لمعروف يحارب منكرا
والطيبات يحلها بصنوفها ** وتراه من كل الخبائث منذرا
ما كان من إصرٍ فموضوع فقد ** جاء الحبيب محررا ومطهرا
كم طالع الأحبار في أسفارهم ** حتى يروا من وصفه ما سُطرا
ما ثَمّ نعت صادق إلاّ وقد ** وجدوه فيه مبينا ومفسرا
فهو اليتيم ووجهه متلألأٌ ** وهو القسيم يفوق بدرا نيّرا
وهو الصدوق ولا يخون أمانة ** وهو العفيف ولا يزال موقرا
وهو الحليم يزيده جهل السفيــــــــــــــــــه تفضلا وتكرما وتصبرا
وتراه حين يجئ طالب حاجة ** سمحا بشوشا ضاحكا مستبشرا
ويداه مثل الريح ترسل بالندى ** وقت الشدائد كي تعين المعسرا
وهو الوصول البر يرعى ذمة ** ويظل دوما للحقوق مقدرا
في ساحة الهيجاء أشجع فارس ** بمعية الرحمن عاش مظفرا
لما أتى غدت الملائك تحتفي ** وجنود إبليس تولي القهقرى
قدغاض نهر الظلم وانطفأت له ** نار ٌ فهل للعقل أن يستبصرا
واندكت الشرفات في إيوان من ** قهر النفوس تكبرا وتجبرا
فمحمد غيث أتى بعد الظما ** ليحيل جدب البيد روضا مزهرا
برسالة التوحيد وضاء السنا** يهديهمو نور الملك الأنورا
ويعيد للإنسان قيمة ذاته ** فتراه من رق الدنا متحررا
ويلم اشتاتا تفرق شملها ** بالدين يربطهم فيا نعم العُرى
أكرم بأحمد للبرية قائدا ** ومعلما ومربيا ومُبشرا
هو بلسم للناس يشفي سُقْمَهم ** هو نفحة من فيض خلاق الورى
هو أسوة في قوله وفعاله ** أخلاقه في الأرض قرآن يُرى
يا رب قد نبض الفؤاد بحبه ** والعين من شوقى يجافيها الكرى
فأقر عيني والفؤاد بقربه ** أنت الجواد ومنك ينتظر القِرى
من حوض كوثره غداً فلتسقنا** عذباً فراتاً من يديه مطهرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق