الاثنين، 4 أبريل 2016

قصة قصيرة النـورج للكاتب سيد عبد العال سيد

قصة قصيرة
النـورج
سارية واقفة قدام الريح سنين طويلة .. يهز فيها شمالاًو يميناً ولا تستريح كل ما تقرب من النور يختفى.. فتغطيها العتمة.. تحاول مرة .. ومرة.. تجمع أولادها ساعة الصبح.. عتمان.. أبوالهوا ..بهية.. يتناولون الإفطار على الحصيرة.. حولهم جرن القمح الذى جف تحت حرارة الشمس .. ينهض أبو الهوا لكى يضع القائم الخشبى.. على رقبة الثورين يربطها بحبل فى عجلات النورج.. جالساً على كرسى النورج.. فى يده العصا التى يسوق بها الثورين إلى الأمام.. فتحمل سارية على رأسها حزمة القمح التى تقطرها تحت عجلاته.. سرعان ما تلم القمح المدروس مخلوطاً بالتبن أكواماً.. منتظرة.. أبو مدارية حتى يفصله عن بعضه.. فى غبشة الليل يتسحب أبوالهوا إلى الجرن ليملئ جوال منه كى يشترى علبة دخان معسل من عند عفيفة الناشفة.. لمح على الجسر عتمان يتمايل فى خطواته .. تفوح من فمه رائحة عرق البلح.. فهوى من جانبه دون أن يحس به .. دخل عتمان المنزل فسأل أمه .. فين بهية قالت نايمة على الدكة .. عايز حاجة .. عايز أشرب شاى.. فتح باب غرفتها ينادى ..أنت يابت.. رفعت رأسها من على الوسادة .. اندهش من حجم بطنها الكبير ..أيه ده مفيش.. بينما جسدها يرتجف مبللاً بالعرق الملحى.. مين اللى عمل كده .. بكت..دبور وعدنى بالحلال.. على الفور تناول الفأس المسند إلى جدار الحائط ضارباً بطنها .. صرخت سارية عندما رأتها ملقاه على الأرض.. تسير على ضفة النيل وراء تشيع جثمان ابنتها بغير وعى .. ثم جلست على كومة من النجيل دون أن تواصل السير.. ترمى بعض القطع الحجرية فى بطنه.. لكن الموج يتعارك.. بينما البحر نائم فى سبات..
ـــــــــــــــ
سيد عبدالعال سيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون