تم النشر بواسطة / إبراهيم فهمى
القصة القصيرة
سبحان الله
إشتهر بين زملائه في العمل وبين جيرانه في السكن بأنه طيب المعشر كريم الخلق لا يقصده أحداً في شئ إلا وجد عِندهُ مقصِده .. وظلت أيامه تتنقل من خير الي خير حتى شعر في يوم من الأيام أنه مريض ولزمَ الفراش وجاءه الطبيب وهو كذلك صديق قال له أنه يشك في أمر لا يحسم إلا بإجراء التحاليل وتم فعلاً عمل العديد من التحاليل وحملها الى طبيبه الذي هو في الوقت نفسه صديقه لذلك هو يثق فيه .. وعندما أخبره طبيبه أن التحليل تقول أنه مريض بالسرطان منذ سنوات ودون أن يدري والمرض فى حالة متقدمة مما يتطلب سرعة إجراء عملية جراحية غاية فى الخطورة ورشح له إجرائها فى أكبر مستشفيات إنجلترا ( لندن كلينك ) حيث كان يعمل من قبل هو وفعلاً ذهب الى هناك .. وبعد تحاليل دقيقة .. أخبرته المستشفى بخطورة الحالة .. وأن نجاح العملية نسبته لا تزيد عن 10%وهنا تذكر أن بعض أصدقائه ترك عنده أمانات فطلب من المستشفى الرجوع الى مصر لرد أمانات عنده .. فقد يلاقى ربه وأخذ بعض الأدوية كمسكنات .. على أن يعود بعد اسابيع قليلة .. ورجع الى مصر وذهب الى بلدته .. لرد ما للناس عنده .. وهناك وجد شيئا غربياً .. عند محل جزارة إمرأة عجوز تغالب الققط على ما يلقيه الجزار من فوائض تنظيف اللحم .. وأقترب منها وسألها عن حالها .. أخبرته أن إبنها مات وترك ثلاث بنات ثم ماتت بعده بقليل أمهم فأخذتهم فى غرفتى وهن لم يأكلن اللحم من شهور وليس عندى من المال ما أحضر لهم به لحم .. فقمت بما ترى فأخذها الى الجزار وأعطاه ثمن لحم تأخذ منه كل يوم كيلو لمدة سنه .. دعت له المرأة دعاءً أن يمنحه الله الصحة ثم تركها وأعد نفسه للرجوع الى المستشفى فى لندن لإجراء العملية .. ولما إجريت له التحاليل قبل العملية .. فوجىء الأطباء أن السرطان قد إختفى من جسده .. أعادوا التحاليل مرات عديدة .. فكانت النتيجة فى كل مرة سلبية .. مما دفع الأطباء الى إخبارة أنه سليم 100% مما أصبحت معه العملية غير ضرورية .. فعاد الى بلدته يبحث عن تلك المرأة التى دعت له ليكافئها فلم يجدها .. فحمد ربه وعلم أن الطيب الذى فعله في تلك المرأة العجوز كان هو العلاج .
ا.د/ محمد موسى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق