الأحد، 21 ديسمبر 2014

قراءه فى لوحه تشكيليه بقلم الأستاذه / زهرة العمر

تم النشر بواسطة / إبراهيم فهمى





                      السوق..مصر 1891
زيتية كلاسيكية بديعة أخرى لبعثة الفنانيين النمساويين لمصر التي خلفت وراءها مجموعة ثمينة ونادرة متنوعة عن الحياة في مصر في نهاية القرن ال 18 .. اللوحة هنا حكاية جميلة فعلا .. فبصرف النصر عن الذهاب بعيدا في التنظير لإتقان الرسم .. يستطيع أي أحد أن يقف على ذكاء الفنان في اصطياد لحظات نادرة في حياة شعب .. السوق في مصر زمان كان أسبوعيا يعني له يوم محدد .. واللوحة مليانة تفاصيل .. أجمل ما فيها حاجتين .. الأولى .. الإحساس المتقن بالابعاد فبنظرة بسيطة للمباني في الخلفية تستطيع تحديد بعدها عن مسرح السوق .. أما الثانية فهو ما يخطفك بجد هنا فهي التعبيرات الصادقة جدا على وجوه المتسوقين..
شوف الراجل إللي بيصلح النعال ( الجزماتي أو الصرماتي ) زي ما كانوا بيسموه ..وانشغاله العميق في خياطة (بلغة قديمة) وشوف هذا الاسمر صاحب المنتج إللي هو بطل اللوحة القصب بلونيه الأخضر والأحمر .. وزمان كان فيه قصب أحمر أو مخطط بأحمر لمن لم يحضروا خيرات مصر.. شوفه بيعد الفلوس بعد عملية بيع للبشة قصب.. شوف كمان الولد الصبي إللي بيلاعب أخوه الصغير في حجر أمه .. وتكاد تسمع مداعباتة بالأصوات إللي كلنا نعرفها.. لا يفوتنا أيضا تعبيرات وجه بياعة البرتقال .. هذه في منتصف اللوحة إللي والواقعية الشديدة في وجه البياعة كانك لسا شايفها دلوئتي ف السوق.. شوف وهي بتلف في السوق متجولة تبيع البرتقال .. .. تعبير الحمار الزهقان الذي يبحث في خشاش الأرض جائعا من طول انتظاره مع صاحبه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون