( الأنا ) ــــ مقال
"""""""""""""""""""
قالوا عن الدنيا أنها دار تتقابل فيها الأرواح وتتآلف وتتجاذب وتئتلف..... ويحدث بين الناس تفاعلات إنسانيه تجعلهم فى حالة إحتياج إلى بعضهم البعض .
وأغلب الظن أن من قال ذلك كان يتحدث عن المدينة الفاضله .... وليست دنيا البشر بصورتها الآن البشعه ... المتناحره ...المتشاحنه .....المتنافره .
نجد أن كثير من العلاقات بين الأهل أو بين الزوجين أو بين الأصدقاء أو بين الجيران أو بين أهل البلد الواحد أو بين أهل الدين الواحد يحكمها شىء غريب وقديم وأبدى يسمّى (الأنا )
كل شخص لا يرى إلاّ مرآه واحده ولا يرى فيها إلاّ نفسه هو وملامحه هو ورغباته هو
هذا التفكير النرجسى هو الجانى الرئيسى فى قضيتنا هذه ... هو الذى فتّت الروابط بين الأهل .... وهو الذى شحن القلوب والعقول ضد بعضنا البعض ..... وهو الذى صقّع قلوبنا وجعلها تتحول إلى جليد ... وما عادت بها الرقّه والعذوبه والرحمه والإحساس والصفاء .
الآن رتم الحياه السريع ووجبات التيك واى والدليفرى ... تجاوزت المأكولات والمشروبات واقتحمت أيضاً المشاعر والصلات والروابط بين الناس والأهل بالأكثر .
هذا ( الأنا ) الذى حطّم حياتنا ... وأضاع زهوة أيامنا فى مشاحنات وخلافات واختناقات عمداً مع سبق الإصرار والترصد لابد أن ننتبه إليه وأن نواجه أنفسنا جميعا بوجوده كامناً داخلنا يحرّك مشاعرنا وعقولنا ورغباتنا كيفما شاء .
إن لم نلتفت إليه ولم نواجهه بصدق وقوة ستنفلت منا باقى أيام العمر كما انفلتت سابقتها ونجد أنفسنا نختم رحلة حياتنا ونحن غرباء نعانى أشد أنواع الوحده ونحن فى وسط أقرب الناس إلينا .
هل من طريق يعيدنا إلى إنسانيتنا وتكافلنا بعضنا البعض؟
ليس هذا الحديث مقصود به شخص بعينه وليس منوط به إنسان بعينه بل هو قضيتنا جميعاً
حالة التشتت والفرقه والمشاحنه التى نعيشها هل من سبيل إلى إيجاد حل جذرى لها ؟
أتمنى أن أجد إجابه وأن تكون منصفه ولا تضع حلولاً كرتونيه أو كلاماً مرسلاً
فلو كنا صادقين لاعترفنا جميعاً بأننا نعيش بأعماقنا هذه القضيه التى لم يُفصل فيها بعد .
بقلم / إبراهيم فهمى المحامى
22/2/2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق