الجمعة، 20 فبراير 2015

دمعةُ صدقٍ بقلم الشاعر امين ألجريخي‏


دمعةُ صدقٍ

...............
ادخرتُ في عيني دمعةَ صدقٍ أحتبستْ وترنحتْ ما بين مقلتي وخدي .. وصرتُ أخشى من ضحكةٍ بلهاءٍ لا تتحسّس أوجاعَ الخنجرِ المغروسِ كـ الغمد في خاصرتي ..عاريةٌ هي اليوم أبجديتي وتاهتْ رسوماتها مني وسط بيداء قاحلة كانتْ قد غزتْ واجتاحتْ كل أوراقي .. حتى أمسيتُ لا أتعاطى إلا سوادَ الحبرِ ليكون ترياقاً لآهاتي .. وأسوقُ اليوم بـ نفسي الى مقصلةٍ أرى طيفها يطفو فوق دواة حبري .. وعلى مضضٍ , أضحك ساخراً مع يراعي وأفتّشُ في حروفه عن وصيتي قبل أن أسمع المشيعين وهم يبكون ويتباكون فوق جثماني .. فــ كانت كل تضاريس الأرضِ قد أمستْ سواءاً في ناظري .. كيف لا وقد تشابهتْ كل الأفكار في قصائدي وكل الهمسات في خواطري وكل الألوان في لوحاتي .. أني لا أفتعل الحزن بل أن الحزن هو من لا يطيق أن يفارق شعاراتي .. فــ أنياب الذئب صارتْ عندي أكبر من الفريسة .. والشق أكبر من الرقعة .. ومناديل العالم أصبحتْ أصغر بـ كثير من ان تكفكف هذه الدمعة .. وأتعايشُ مع أناسٍ هم مغلوبون على أمرهم و صار لديهم أعلان الحِداد ولبسِ السواد مهنة وصنعة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون