عاشق الليل
92
(هجرة قلم)
بقلم الاديب الشاعر منذر فيراوي
ليتني بقيت انسانا يعيش في هذا العصر و الزمان على هامش الحياة الروتينية....
اكل و اشرب امارس الحب اذهب الى عملي كقطار حديدي يسير على سكة مستقيمة...
اصابني جنون وهوس الشعر و الاشعار...لم يعد يعجبني خلق الاعذار...
اصبحت حياتي تعيسة و يائسة ليتني لم ابدأ المشوار...اصبحت لا امشي غير على السلم الموسيقي...اصبحت اريد ان اتحكم بالقافية و الاحرف و الكلمات...فمرة اكتب بأنتظام و مرة لا اجد نفسي غير على حفة الهاوية...اصبحت لا تعجبني تصرفاتي ولا تعجبني تصرفات بعض البشر...هل هذا هو جنون الشعر ام انني قد تعمقت بالمجتمع و الكتابة تعمقت بك يا زمن وندمت فأنت لست زمن الشعراء و الكتاب...اصبحت متعتي في الكتابة اكثر في متعتي في مطارحة الغرام...اصبحت عصبي سيء المزاج لأتفه الاسباب اثار...كلما ابحر في بحور الشعر في حياة الانسان لا اجد الا الحروب و الالم و التهجير و الاهات لا اجد غير الدمار...لم يعد الشعر لكتابة الفرح بل اصبح كله احزان بأحزان...عن ماذا نكتب فحياتنا و حياة البشر كلها الام بالام ليتني بقيت انسان يعيش على هامش الحياة بعيد عنك ايها الشعر و القلم او مت في ذاك الزمان...كنت اكتب منذ ثلاثين عاما ورميتك ايها القلم في زمن اغبر... تمردت به عليك تمردت به عليك ايها الزمن تمردت عليك ايها المجتمع تمردت على اهلي و نفسي و حبي و رميتك ايها القلم...لست ادري لماذا عدت ايها القلم دون ان تقطع تذكرة فقد مزقت تذكرتك منذ سنين وقطعت لك تذكرة بلا عودة و انت الان تقطع تذكرة عودة بلا رجوع...ترى من يحتاج الى الاخر ايها القلم انا ام انت ومن الامه اكثر...لا فائدة ايها القلم عد من حيث اتيت لا فائدة ايها القلم عد من حيث اتيت فالزمن يسير الى الاسوء...نحن نكتب في زمن كثرت فيه التفاهات اصبحت الحروف و الكلمات للتسلية و اكل الفشار ليس لها معنى تمر علينا مرور الكرام كما تمر الايام...اصبحنا ننظر الى المرأة بشهوانية ليس بنظرة شاعرية كآلة للجنس و مطارحة الغرام...مات امرؤ القيس مات عنترة ماتت جولييت و ليلى و غيرهم ولن يرجعوا الى عصرنا و الى هذا الزمان...
ولكن بشعري و اشعاري ازرع الورود و الياسمين و ارسم البسمات على وجوه الاطفال و ازرع كلمات الحب في قلب الحبيب و الحبيبة في قلب الوطن و الاوطان سوف يولدون من جديد يولدون من قلمي و ابني لهم بيتا من القوافي و الحروف ليصبحوا كلمات و يعيشوا بيني و بين اشعاري و بين كل البشر...في هذا الزمن نكتب مئة شيك و شيك وكلهم يصرفون بلا رصيد يا هل ترى هل سوف تصرف كتاباتي و اشعاري في قلب الحبيبة ام انها سوف تصبح شيكا بلا رصيد في قلبك يرحم ايام زمان يرحم زمن آبائنا و اجدادنا يرحم خبز التنور و الطبلية يرحم بابور الكاز غزل البنات يرحم بناطلين الشلسطوم و الشعر الطويل و تنانير الميني جوب يرحم الزمن الجميل الذي كانت به الكلمة احد من السيف يرحم ايام البساطة و البركة كل الناس خير و بركة ولكن هذا هو واقع الحال فأين الهروب...
*ويمضي قطار العمر ومازلت امضي في كتاباتي وما العمر الا قطار*
*منذر خير فيراوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق