السبت، 20 يونيو 2015

اليوم الثالث من برنامج رمضان حول العالم بقلم// االرائعه استاذه امل محمود

مساء الخير احبتي الكرام
رحلتنا لليوم الثالث من برنامج ( رمضان حول العالم ) ستكون الى
تونس الخضراء و
تقول جداتنا وتعيد على أسماعنا منذ الصغر أن «شهر رمضان يأتي ببركاته» ولم نكن نفقه الكثير من ذاك الكلام، ولكننا اكتشفنا في النهاية أن شهر الصيام يفتح أبواب السماء على كل العائلات فتتمكن من توفير قدر ممكن من التغذية السليمة لأفرادها. وتكاد العائلات التونسية تتساوى في الأطباق الرئيسية والمقتنيات والحاجات خلال هذا الشهر، فكل العائلات تسعى إلى ضمان القليل من الموارد التي تبدأ بها حاجات الشهر، وتسعى إلى تخزين بعض المواد التي تراها أساسية على غرار التوابل والأجبان ومواد العجين التقليدي مثل «شربة الفريك» و«شربة الشعير» و«الحلالم» و«الهرسية العربي» وزيت الزيتون وبعض التمور، وأخيرا اللحوم التي لا تكاد يخلو منها بيت من البيوت التونسية حتى الفقيرة منها. وتضغط بعض العائلات على مداخيلها قبل أشهر من حلول شهر رمضان بغية توفير القليل من الموارد التي توجهها للمصاريف الرمضانية الإضافية. وتسعى بعض العائلات إلى التداين من بعض البنوك المستعدة لمؤازرتها على تجاوز مستويات الإنفاق القياسية خلال هذا الشهر. وتعمل الهياكل المختصة على طمأنة التونسيين، وذلك قبل أشهر من الآن، بأن كل المواد الاستهلاكية متوافرة، إلا أن الظروف التي تبعت الثورة التونسية وعودة ظاهرة الاضطراب في التزود ببعض المواد، مثل الحليب والبيض والارتفاع المشط للغلال واللحوم، جعل الكثير من العائلات لا تثق بخطاب الطمأنة وتعمل على تخزين المزيد من المواد الغذائية في طوابير أصبحت تظهر بشكل يومي أمام الفضاءات التجارية الكبرى. و يُستقبل رمضان الكريم في تونس باجواء احتفالية فتزين الشوارع بالزينة والاضواء كما تُتزين واجهات المنازل وتتلألأمآذن الجوامع بالمصابيح.
مع مستهل رمضان، يلقي التونسيون تحيةً خاصة عند الإفطار يرددون فيها القول:"صحة شريبتكم".
تزيّن مائدة رمضان سيّدة أطباق تونس"الحريرية" ، إضافةً إلى سلطة الخضار المشويّة مع زيت الزيتون والبهارات. ولعلّ أبرز اطباق المائدة الرمضانية طبق "البريك" الذي يتصدر الموائد في معظم البيوت، وهو عبارة عن فطائر كبيرة الحجم تُحشى بالدجاج و اللحم، ويقدّم معها طبق"الرفسية" المكوّن من الارز المطبوخ بالتمر والزبيب كما و "المدموجة" ، وطبق "الكوسكوس" وهي جميعها أطباق شهية تجتمع حولها أفراد العائلة التونسية.
بعد صلاة التراويح، يبدأ المؤمنون بتكوين الحلقات لانشاد آيات القرآن الكريم والإنصات لتفسيراتها .
يتميّز الشهر الكريم بإقامة مواكب الخطبة للفتيات و الشباب الراغبين بالزواج خلال النصف الاول من رمضان. تنظّم بعض العائلات الميسورة السهرات الاسلامية التي ينشد خلالها المغنون ،على وقع آلة الدفّ، أدوارًا دينية .
كما يحيي التونسيون مهرجاناتٍ رمضانية في المخيّمات، وهي تضفي سحراً خاصا على ليالي الشهر الفضيل في تونس.
وما زال" المسحراتي الملقبب "بأبو طبيلة"(ضارب الطبلة ) ينادي الناس وقت السحر ويضفي اجواءً جميلة ينتظرها التونسيون في الاحياء التي يجوبها من خلال نقر الطبل والمناداة بالدعوة الى السحور
ولنا لقاء اخر ومتجدد مع بلد اخر وطقوس رمضانية أخرى ....
كل عام وانتم بالف خير
امل محمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون