قيمة الحوار ــ ووشوشه
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
أعزائى وعزيزاتى متابعى ومتابعات مقالات وشوشه الإسبوعيه مرحباً بكم فى لقاء متجدّد بالحب والإخاء والأمانى نلتقى وبتوفيق الله تعالى نرتقى لنصل إلى مستوى من الرقى فى الأفكار وفى المشاعر وفى السلوك وفى النقاش يليق بإنسانيتنا وتفضيلنا على سائر خلق الله وهذا اللقاء إسمحوا لى أن نتناول معاً قيمة غاليه وعميقة الأهميه وخاصة فى هذه الفترة الحياتيه التى نعيشها فى مجتمعاتنا العربيه ألا وهى قيمة (( الحوار ))
وقد ذكر د. عبدالله بن ناجي آل مبارك فى مقاله حول مفهوم الحوار قائلاً :(يؤكد المهتمون بأدبيات التربية بأن الحوار من أهم أدوات التواصل الفكري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي التي تتطلبها الحياة في المجتمع المعاصر لما له من أثر في تنمية قدرة الأفراد على التفكير المشترك والتحليل والاستدلال، كما ان الحوار من الأنشطة التي تحرر الإنسان من الانغلاق والانعزالية وتفتح له قنوات للتواصل يكتسب من خلالها المزيد من المعرفة والوعي، كما انه طريقة للتفكير الجماعي والنقد الفكري الذي يؤدي إلى توليد الأفكار والبعد عن الجمود ويكتسب الحوار أهميته من كونه وسيلة للتآلف والتعاون وبديلاً عن سوء الفهم والتقوقع والتعسف
ــ ومفهوم الحوار: لغة: الجواب، وقيل المحاورة: المجاوبة والتحاور والتجاوب
ــ واصطلاحاً: حوار يجري بين اثنين أو أكثر حول موضوع محدد للوصول إلى هدف معين
ولقد أكد ديننا الإسلامي على قيمة الحوار وأهميته في حياة الأمم والشعوب، وذلك من خلال ما ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز حيث قال سبحانه {أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}، وهذا توجيه حكيم إلى أمة محمد بأهمية استخدام الحكمة والحوار في دعوة الناس إلى طريق الحق من خلال الحوار الهادف والتذكير بالله والمجادلة بالكلم الطيب مما يشير إلى قيمة كبيرة في حياة كل مسلم وهي استخدام الكلمة الطيبة والدعوة الصادقة في التعامل مع الناس وفي حوار الآخر وفي التأكيد على قيمة الرفق بالآخر والصبر وإظهار محاسن الدين بالقدوة الحسنة . )
وهكذا نرى أن الحوار كقيمة ضرورية فى حياة الأفراد والمجتمعات لابد أن يكون له أسس وضوابط من خلالها نحترم الرأى والرأى الآخر .. وأن نتقبّل الآخر مهما كانت أفكاره أو معتقداته ، كل ما نحتاجه هو الحوار الهادىء الذى يصل بنا إلى نقطة تفاهم وتوضيح للرؤى
يقول الكاتب والمفكر/خالد السهيل فى ذات الموضوع :
(الحوار قيمة عظيمة، يأخذ به الإنسان الواثق من نفسه، في منزله أولا وفي محيطه المهني ثانيا، وفي علاقاته العامة بمن يعرف ومن لا يعرف أيضا
قيمة الحوار، تظهر دوما عندما يتسامى الإنسان في نقاشاته، عن الاعتداد برأيه وتسفيه آراء الآخرين. ذلك أن الحقيقة في كثير من الأحيان ليست ذات اتجاه واحد، فأنت قد تحمل جزءا من الحقيقة، تصوغ رؤيتك، والآخر قد يملك جزءا من الحقيقة تصوغ رؤيته باتجاه قد لا يوافقك
هذه الصبغة الإنسانية التي تتفق على الثوابت البشرية يمكن أن تكون مصدر ثراء معرفي، لا شقاق وانقسام
إن النظرة إلى قضية واحدة بشكل أحادي أمر مستحيل في أي مجتمع. هناك من يرى البياض في إطار الصورة ملمحا جماليا، وهناك من يراه إضافة ضرورية، وهناك من يجزم أن الإطار كان سيكون أكثر جمالا لو خلا من اللون الأبيض
جملة هذه الآراء، تعطي شكلا طيفيا جميلا، لا يؤثر الإنصات إليها ولا يقلل من قيمة الرأي الرابع الذي قد يرى أن هذا الأمر هامشي، وأن الأهم التركيز على الصورة لا على إطار الصورة
حال مجتمعاتنا الإنسانية تصبح أجمل، بإعلاء قيمة الحوار، والرفع من شأنه، وتشجيعه، وفتح الآفاق أمامه، والتدريب عليه، وعدم الضيق بالآراء الأخرى، حتى ما بدا منها شاذا، فرب رأي بدا غريبا، فتح الآفاق باتجاه الوصول إلى رأي مألوف
لقد أشاعت المعرفة، روح الحوار، حتى عند الأطفال، فأصبحت آفاقهم تتحفز للسؤال والنقاش والجدال، وبإمكان الأب والأم إثراء هذه الفطرة لدى الطفل أو اغتيالها، بحجة أن النقاش والسؤال قلة أدب، وأن الحق والصواب هو ما يقوله الأب والأم. الطفل قد يمتثل لهذا الأمر، لكنه سينمو وفي نفسه شيء تجاه هذه القضية، وربما يتحول إلى شخص يمارس نفس المصادرة في الآراء مع سواه)
‘ إن أحد القيم التي نفتقدها في عالمنا العربي والاسلامي هي قيمة الحوار مع الاطراف المختلفة الامر الذي يؤدي في كثير من الاحيان الى كافة اشكال التعصبات الثقافية والسياسية والدينية التي نراها الان متوغلة في نسيج المجتمع العربي والاسلامي، سواء المسكوت عنها التي تنفث سمومها في الخفاء او المعلنة بشكل حاد وصريح.. فأغلب الافكار والتوجهات تتحول الى ايدلوجيات مشحونة بطاقات انفعالية عنيفة تسعى الى الغاء الآخر ماديا او معنويا، ذلك لأننا لم نتعود او لم يتكون في ذهنيتنا المعرفية وجود آخر يختلف عنا في الرأي، واذا وجد فهو بلا شك مارق ينبغي اسكاته حتى لا نعود نرى في المرآة سوى ذاتنا المطمئنة الى يقينياتها الزائفة في احيان كثيرة.. اننا لم نعتد الاستماع بوعي الى ما يحمله الآخر من اراء وافكار واتجاهات مختلفة عنا واذا استمعنا فبتوجس وخوف وعدم اعتراف وعدم اقتناع مسبق لان كل رأي جديد يصيبنا بالبلبلة او يشعرنا بالنقص وكلتا الحالتين تدل اما على تسطح فكري او على ثقة متزعزعة في الذات .
أعزائى وعزيزاتى : كفانا إختلافات وتطاحن ، كفانا عدم إعتراف بالآخر ، من ليس معى فهو ضدى .. ومن لم يوافق على أفكارى فهو عدوى.. وتحولت بيوتنا ومدارسنا وجامعاتنا وأماكن العمل والشوارع والمواصلات والنوادى إلى ساحات واسعه للتطاحن والتشاحن والإختلاف ...... لم نصل بعد إلى ثقافة الحوار الهادىء الراقى الهادف .
وترى المجحف فى رأيه حين تضيق معه الحُجّه يصرخ فى وجه معارضه وينهال عليه بالسب والقذف وأفظع الشتائم بل وأحيانا بالإعتداء بالضرب أو القتل وإزهاق الروح
حتى جريدتنا التى نبتت حلماً فى قلوبنا قبل أن تهبط إلى الواقع بالرغم من التحذيرات والتنبيهات من إدارة الجريده دائماً على عدم الخوض فى الأمور السياسيه أو إزدراء الأديان أو سب أحد أو قذف أحد أو التزايد على الآخر أو النفور من الآخر إلا أن البعض يصر على إنتهاك هذه التعليمات ويصر على إثارة الخلاف والمشاكل بالجريده ورفض أى رأى معارض أو مختلف وكل هذا يتنافى مع هدف الجريده التى تسعى إلى نشر الذوق العام والكلمه الراقيه والإبداع فى كل شىء عدا السباب والشتائم التى أدمنها البعض من مثيرى الشغب الفكرى والثقافى .
لابد أن نتعايش مع بعضنا البعض وأن نتقبّل بعضنا البعض فالحقيقه دائما ليست من طرف واحد بل لها أطراف عدّه ولابد من إحترام رأى الجميع والحوار الهادىء بعيداً عن عنتريات لا أساس لها وجمود فكرى وعقلى عقيم لن يستفد منه أحد إلا أعداء الوطن الصغير والوطن الكبير.
على أمل جديد نتمناه من الله سبحانه وتعالى أن تسمو نفوسنا ويرقى سلوكنا وأن نصل معاً إلى مستوى محترم من النقاش والحوار والإختلاف الإيجابى .
وإلى لقاء آخر إن شاء الله إن كان فى العمر بقيه مع (( وشوشه ))
بقلم / إبراهيم فهمى المحامى
15/8/2015



ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق