الجمعة، 11 سبتمبر 2015

أَوَّلَ مَرَّةٍ تُحَبُّ يَا قَلْبِي بقلم د. محمد موسي


    القِصَّةُ القَصِيرَةَ    

   أَوَّلَ مَرَّةٍ تُحَبُّ يَا قَلْبِي   

  فِي مَعْرِضِ الَقَاهِرَة للكِتَابِ وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَصَفَّحُ الكُتُبَ المَعْرُوضَةَ فِي جَنَاحِ النَّاشِرِ الَّذِي يَنْشُرُ لَهُ كُتُبَهُ قَابِلُهَا تلك الَّتِي يَسْبِقُهَا دَائِمًا رَائِحَةُ عِطْرِهَا قَالَتْ: وَهِيَ تَبْتَسِمُ لَهُ كُنْتُ أَجْزِمُ أَنَّي سَوْفَ أُقَابِلُكَ هُنَا وَرْدٌ لَهَا الاِبْتِسَامَةُ وَقَالَ: جَمِيلُ أَنْ يَكُونَ هُنَاك تَلاَقِيِ بَيْنَ العُقُولِ يَبْدُو أَنَّكِ فِي الطَّرِيقِ إِلَيَّ تَرْجِيحُ العُقُلِ عَلَى صَوْتِ القَلْبِ نَظَرَتْ إِلَيْهِ وَقَالَتْ: فِي حَالَتِي اِتَّفَقَ العَقْلُ وَالقَلْبَ عَلَى القَرَارِ دَائِمًا دُكْتُورُ اِخْتِيَارِكَ لكلماتك بِأَنَاقَةٍ اِخْتِيَارِكَ لِمَلَابِسِكَ قَالَ: لَهَا المَعْرِضُ هَذَا العَامُّ يَزْخَرُ بِالجَمِيلِ مِنْ إِنْتَاجِ العُقُولِ قَالَتْ: لَهُ وَأَنَا طَالِبْهُ فِي البكالريوس قَرَأَتْ لَكَ كِتَابٌ بِعُنْوَانٍ أَوَّلَ مَرَّةٍ تُحَبُّ يَا قَلْبِي شَدَّنِي العُنْوَانُ فِي أَوَّلِ الأَمْرِ ثُمَّ وَجَدَتْ المُحْتَوَى بِهِ مِنْ الصِّدْقِ مَا جَعَلَنِي أَتَمَتَّعُ إِلَيَّ أَخَّرَ وَرَقَةً فى الكتاب قَالَ: لَهَا لِهَذَا الكِتَابِ قِصَّةً.
  فَهُمْ أَرْبَعَةُ أَصْدِقَاءَ اِثْنَانِ مُسْلِمِينَ وَاِثْنَانِ مسيحين كُاَنُوا مَعًا مِنْ الرَّوْضَةِ آلِي أَنْ حَصَّلْوا عَلَى الدُّكْتُورَاه مِنْ أُورُبَّا وَأَمْرِيكَا ثَلَاثَةً مِنَّهم عَمِلُوا فِي جَامِعَتِهِمْ فِي الخَارِجِ وَرَجَعْ كاَتِبْ هَذَا الَكِتَابْ إِلَى مِصْرَ وَلَمْ يَنْقَطِعْ التَّوَاصُلُ بَيْنَهم فَكُلُّ شَهْرٍ لِهم سَاعَةٌ عَلَى الإسكايبي يتلاقوا وَفِي الشِّتَاءِ حَيْثُ الأجازة فِي أُورُبَّا وَأَمْرِيكَا يتَقَابَلُوا فِي أحد الفنادق المُطِلُّة عَلَى نَيْلِ القَاهِرَةِ وَفِي إِحْدَى الأجازات وَهم مَعًا قَال لَهُمْ كاتب هذا الكتاب كُلٌّ مِنَّكم يَعْرِفُ عَنْ الأُخُرِ كُلًّ شئ إِلَّا بَعْضِ الخُصُوصِيَّاتِ الَّتِي لَمْ يُفْصِحْ بِهَا وَأنا قَبْلَ أَنْ نَتَلَاقَى كُنْتُ أُفَكِّرُ فِي كِتَابَةِ كِتَابٍ عَنَا وَلَكِنْ مِنْ نَاحِيَةٍ أَوَّلُ حُبٍّ فِي حَيَاةِ كُلٍّ مِنَّا يَعْنِي أَوَّلَ دِقَّةِ قَلْبٍ لِحَبِيبَةِ وَضَحِكَ الجَمِيعُ وَاِتَّفَقْوا وَكَانَ الكِتَابُ الَّذِي كَانَ مَعَكِ قَالَتْ: وَأَنَا أَقُولُ: أَنَّ أَوَّلَ مَرَّةٍ دَقَّ قَلْبِي بِحُبٍّ كَانَ لَكَ يَا دُكْتُورُ قال: لَهَا قَبْلَ أَنْ تُكَمِّلَ الكلام أَنَّ أصحاب القِصَصَ الأَرْبَعَةُ اِشْتَرِكُوا فِي شئ أَنَّ هَذِهِ الدِّقَّاتِ الأُولَى لِكُلٍّ مِنْهُمْ لَمْ تَكْتَمِلْ فَلَمْ يَتَزَوَّجْ أَحَدٍ مِنْهُمْ مِنْ الَّتِي دَقَّ لَهَا القَلْبُ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَيَبْدُو أَنَّ أَوَّلُ دِقَّةٌ لَمْ تُكَوِّنْ حُبًّا حَقِيقِيًّا بَلْ كَانَتْ تَجْرِبَةُ قَلْبٍ هَلْ هُوَ حَيٌّ يَدُقُّ لِلحُبِّ أَوْ مَا هُوَ إِلَّا مِضَخَّةٌ لِلدَّمِ قَالَتْ: لَهُ هَلْ تَدَعُونِي لِتُنَاوِلَ شئ قَالَ: لَهَا مُبْتَسِمًا طبعاً لَوْ سَمْحَتَيْ يَا عَزِيزَتِي قَالَتْ رَاقِيَ أَنْتِ يَا دُكْتُورُ وَتُجِيدُ المُجَامَلَةُ وَهَذَا مَا يَجْذِبُ الأخرين إِلَيْكَ ضَحِكٌ لَهَا وَقَالَ: أَكْثَرَ مَا يُمَيَّزُ العُقَلَاءُ يَا هَانِمُ هُوَ حُسْنُ الخَلْقِ اِتَّفَقُوا أَوْ اِخْتَلَفُوا لَا يَتَعَامَلُونَ إِلَّا بِحُسْنِ الخَلْقِ ضَحِكْتْ وَقاَلتْ: صَدَقتْ كَعَادَتِكَ دَائِمَاً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون