السبت، 12 سبتمبر 2015

متسيبينيش .... بقلم الكاتبه / تقى شهير



‫#‏متسيبينيش‬
أغلق باب شقته بقوة و نزل إلى سيارته..أدارها و هو مغتاظ و أنطلق بسرعة و هي تشاهد ما يحدث من شباك شقتهما و تبكي..تمسك ببطنها التي سكن بداخلها ابنهما منذ تسعة أشهر و تنظر للسماء و تبكي..يصل بسيارته إلى مكان خالي و يركنها ثم ينزل منها و يغلق بابها بقوة..يتنهد و يركل سيارته..* يا الله..شكوى شكوى..خناق و نرفزة و قرف و مستحمل..تعبانة و طلباتها كتير و ساكت..شكلها و مستحمله..أنا غيري سهران بره و مقضيها..أنا أيه اللي عملته فنفسي ده..و يصرخ مغتاظاً و يركل باب السيارة مرة أخرى..يرن هاتفه فينظر من شباك سيارته ليجد أنها زوجته فلا يرد..و يتوقف الهاتف عن الرن فيتأفف و يتنهد..ثم يرن الهاتف مرة أخرى بعد قليل و لكن هذه المرة رقم غريب فيرد..# سلام عليكم..أنا جاركم يا أستاذ..مدام حضرتك أتنقلت المستشفى..اللي هيه جنب البيت..سمع هذا فألقى بهاتفه في السيارة و أنطلق بنفس السرعة التي أنطلق بها في المرة الأولى و عيناه متسعتان و وجهه أصفر..يتصبب منه العرق و ترتعش يداه و لا ينطق بكلمة و كاد يصطدم بالسيارات..حتى وصل إلى المشفى و دخل مسرعاً..و هو يتحدث بسرعة و يتقطع في الكلام و هو يسأل عنها فتجيبه ممرضة..@آه في مدام وصلت دلوقتي مع ناس بيقولوا جرانها هي ولدت و الطفل كويس بس للأسف هي دخلت ف غيبوبة و مستنينها تفوق..معرفش حاجة تانية..أطلع فوق..هي في العناية المركزة..سمع هذه الكلمات و هو لا يعلق..فقد القدرة على الكلام و نسى أمر طفله و دمعت عيناه..أسرع إلى حيث هي و ترجى الطبيب ليدخل لها فسمح له بالدخول لخمس دقائق..رآها و هي فاقدة الوعي فوضع يده على فمه و تحدرت قطرة من عينه ثم أسرع إليها و أمسك بيدها..* بطلي دلع بقى و قومي..كفاية هزار كده..م..مين هيربي اللي جه ده! ك..كل حاجة عليا أنا..و هي لا ترد فيلين و تتسع عيناه..*ط..طيب قومي و أنا موافق على اللي أنتي عايزاه..قومي و مش هزعلك تاني..و هي لا تصدر أي ردود فيبكي..*أنتي وعدتيني..وعدتيني مش هتسيبيني مهما حصل..أنا كنت هرجع تاني..أنا كنت بهرتل..أنا كداب..أنا بحبك..و هفضل أحبك..أنا مليش غيرك..حياتي فاضية و أنتي مش فيها..أنا أتعودت عليكي فيها..هي أتعودت عليكي فيها..هي أنتي..متسيبينيش..و يضع وجهه على يدها و يبكي فتحرك أصابعها و يصدر صوتاً خافتاً # كده بليت إيدي..فيرفع وجهه بسرعة و تتساقط دمعتين و يضحك..* أ..# شش..ثم ترفع يدها ببطئ و تمسح دموعه و تبتسم..فيقبل يدها *أستني هاجي تاني خليكي فايقة..فتحرك جفنيها موافقة..يسرع للخارج و يأتي بالطبيب فيسرع بمساعديه و يخرج الزوج إلى الخارج..ثم تخرج له بعد ذلك إحدى الممرضات..' حالتها أستقرت متقلقش أديها فرصة تستريح بس..فيهلل الزوج و تقوده الممرضة إلى حيث الطفل و تتركه..ينظر له الأب و يحمله..* أنت حلو أوي..زي أمك..ثم يحتضنه و هو يحمد الله و يبكي و يضحك..
‫#‏تقى_شهير‬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون