الأحد، 1 مايو 2016

حضارة .... بقلم الشاعرة التونسية / جميلة عطوى

  • ...........حضارة..........
  • ذات ربيع سقطت من على دوحتها حمامة ،تنكَرت لها الأيَام فزجَت بها في كهف
  • تمتدَ الظلال فيه وتتشابك لتسُدَ المنافذ أمام النَور،تدحره فيتناثر على مدار العتمة 
  • شهُبا مبعثرة لا تقوى على الصَمود.
  • هناك جثت، طأطأت رأسها وقد أثقلت الأحمال كاهلها المتهالك ...لقد أصابها 
  • الخرسُ وكاد العمى يقضي على بقايا بصر شحيح.
  • كان الضَجيجُ يصلها عارما : تفجيرات ...صراخ ....استغاثة...أصداء عويل 
  • تتردَد في عمق الكهف فتؤذي مسامعها وتتسلَل إلى أعماق وجدانها لتلفظها العين 
  • سواقي وجع ينعى بقايا حياة.
  • كانت عبثا تُحاول أن تُلملم شتاتها لكنَها في كلَ مرَة تفشل ذلك أن العاهة تكسر 
  • جسور التَواصل. أنَى لها أن تفعل ذلك والدَاء العُضال ينخُرُ جسدها المتداعي.
  • من يرفدُها أو يشدَُ أزرها؟ لا أحد...إنَها وحيدة رغم الكثرة الصاخبة حولها.
  • هؤلاء أبناؤها يعيدون القصَة الأزلية ...قابيل وهابيل...والذافع الأنانية ...بل 
  • هم يتآمرون عليها مع الأعداء وقد انحلَت فيهم قيم الانتماء والهويَة.
  • لقد حوَلهم الجشع والجهل ذئابا متوحَشة تمتصَ دماء الأبرياء وتُلقي بهم 
  • في مستنقعات الموت دون رحمة.إنَ التَآمر أعمى بصائرهم فباتوا آلة تهديد 
  • وتنفيذ،مجرَد قطع شطرنج تحرَكها أيادي خفيَة وتدفع بها في من تدفع
  • نحو هذا الكهف المظلم.
  • أمَا هي فقد أضحت رفاة حضارة ...أمَ تُداس بأقدام العقوق ثمَ يُلقى بها
  • في بئر مهجورة دون شفقة.
  • إحساس ولا أقسى، وجع يؤرَق جفنها فهل يُقدَر لها أن تنعتق من هذا الكهف
  • البارد وتسقيها الحياة جرعة دفء بعد الحرمان.
  • جميلة عطوي 
  • تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون