- ...........حضارة..........
- ذات ربيع سقطت من على دوحتها حمامة ،تنكَرت لها الأيَام فزجَت بها في كهف
- تمتدَ الظلال فيه وتتشابك لتسُدَ المنافذ أمام النَور،تدحره فيتناثر على مدار العتمة
- شهُبا مبعثرة لا تقوى على الصَمود.
- هناك جثت، طأطأت رأسها وقد أثقلت الأحمال كاهلها المتهالك ...لقد أصابها
- الخرسُ وكاد العمى يقضي على بقايا بصر شحيح.
- كان الضَجيجُ يصلها عارما : تفجيرات ...صراخ ....استغاثة...أصداء عويل
- تتردَد في عمق الكهف فتؤذي مسامعها وتتسلَل إلى أعماق وجدانها لتلفظها العين
- سواقي وجع ينعى بقايا حياة.
- كانت عبثا تُحاول أن تُلملم شتاتها لكنَها في كلَ مرَة تفشل ذلك أن العاهة تكسر
- جسور التَواصل. أنَى لها أن تفعل ذلك والدَاء العُضال ينخُرُ جسدها المتداعي.
- من يرفدُها أو يشدَُ أزرها؟ لا أحد...إنَها وحيدة رغم الكثرة الصاخبة حولها.
- هؤلاء أبناؤها يعيدون القصَة الأزلية ...قابيل وهابيل...والذافع الأنانية ...بل
- هم يتآمرون عليها مع الأعداء وقد انحلَت فيهم قيم الانتماء والهويَة.
- لقد حوَلهم الجشع والجهل ذئابا متوحَشة تمتصَ دماء الأبرياء وتُلقي بهم
- في مستنقعات الموت دون رحمة.إنَ التَآمر أعمى بصائرهم فباتوا آلة تهديد
- وتنفيذ،مجرَد قطع شطرنج تحرَكها أيادي خفيَة وتدفع بها في من تدفع
- نحو هذا الكهف المظلم.
- أمَا هي فقد أضحت رفاة حضارة ...أمَ تُداس بأقدام العقوق ثمَ يُلقى بها
- في بئر مهجورة دون شفقة.
- إحساس ولا أقسى، وجع يؤرَق جفنها فهل يُقدَر لها أن تنعتق من هذا الكهف
- البارد وتسقيها الحياة جرعة دفء بعد الحرمان.
- جميلة عطوي
- تونس
شعر فصحى,شعر عاميه, نثر,خاطره,قصه,أمومه وطفوله,اعلام وفن,مقال,اسلاميات,صوتيات وفيديوهات
الأحد، 1 مايو 2016
حضارة .... بقلم الشاعرة التونسية / جميلة عطوى
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق