الاثنين، 30 مايو 2016

بِقَلَمِ الشَّاعِرِ مُحَمَّدٌ الثبيتي الكِبْرِيَاءُ

بِقَلَمِ الشَّاعِرِ مُحَمَّدٌ الثبيتي
الكِبْرِيَاءُ
أوا تُعْلَمِينَ يَا فَتَاتِي مَاذَا يَكُونُ الكِبْرِيَاء ُ؟
أوا تُعْلَمِينَ..؟ هَلْ تُدْرِكِينَ مَغْزَاهُ وَمَفْهُومَهُ.. غَالِيَتَيْ البلهاء؟
هَلْ قَدْ عَمَدَتِ ذَاتُ لَيْلَةِ حَرْقِ ذَاتِكَ؟ أَوْ كُنتَِ جريحةً وَ أَبْرِزَتْ مَبَاسِمُكَ بِدَهَاءٍ؟
أَكُنْتَ يَوْمًا تَتَأَلَّمِينَ وَتَتَوَجَّعِينَ وَتَمَارِينُ أَمَامَ الحُضُورِ بِحَفْلٍ تُضَاهَيْنَ أهازيجَ المَسَاءُ؟
أأَديتِ فرضاً من صلاواتك بمحراب عشقك .. وخاطرك صارخاً هذا هُراء ؟
أنثرتِ يوماً البهجات مُعلنةً و الفرح ممزوجاً بالأنين زاهدةً و زُهدك هباء
أو قد عشقتِ والعشق تمكن منك و استبدل واحة سكونك بساحةٍ كلها ضوضاء ؟
هل قد أُمرتِ من نبضِ قلبك بالخضوعِ والخنوعِ والخشوعِ وظمِأتِ و بقربكِ ... رَواء ؟
لكن أيناه أين الكبرياء و ذاك رضوخٌ لأمر واقعٍ و ارتحالٍ بالجراحِ و اعتناقٍ للعناءِ ؟
ام ظننتِ بأن كبريائكِ هو التعالي و عقفِ حاجب و رفع أنفٍ يناطحُ سحاب ؟
ها أنا ذا جئتُكِ مهيمناً متماسكاً و كأنني ما ذقت يوماً منكِ طعمَ الشقاء
أَتيتُ مُستوشِحاً سروراً يلُفني بهالةٍ من بشاشة وجهٍ ... كمتيمٍ في بهاء
جئتك راسماً على شفتي ابتسامةً تأثرك بادٍ في قسماتي آياتُ النقاء و الهناء
ِو ارتديتُ قناعاً يقُصي الناسِ عن حقيقتي و الجُرح بعمقي يَنزِف بسخاء
و جُموعُ آلامي و حُشودٍ من الاوجاعِ تصرِخ داخلي متسائلة عن هذا الرِداء
رِدائي صغيرتي قناعاً لوجهٍ باسم يُخفي جراحاتٍ فأبدوا بهجيرِ الوقت في نقاء
أكتفي بجرحٍ خفيٍ تستعرُ بي حواسي مباهياً على الملأِ نجماً ساطعاً بالسماء
ما خبا فيهِ ضياهُ ما ضاعَ منهُ البريق يَسطعُ بالعلياءِ ... رُغمَ اساطيرِ العناء
هل أُكرر لكِ تساؤلاتي يا فتاتي ؟ الآن أدركتِ مفهومَ التخفي ؟ قتيلٌ لا يقبل عزاء
أنا ذاكَ القبرُ المظُلم ... والصحاري و الِقفَارُ ... والخريفُِ و الذبولُ بلا انحناء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون