اقرأ معي هذي السطور...الآن تلف الدنيا وتدور وبنفس الموعد تجد ابنتها فتجالسها وتحاكيها عن طريق الفكاهة.
بالسيارة يجلسان فيمرا على طريق معتاد ولم يكن من المعتاد أن تشير إليه يوما ..أما في ذاك اليوم فتذكرت ما حدث لها.
بنيتى انظرى إلى هذا المبنى وتذكريه انها مدرسة نعم مدرسة انظري البيت الذي يقابلها انظريه جيدا.
لم تلبث أن تنظر حتى أسرعت السيارة دون أن تعطيها مهلتها في النظر.
بنيتى في المرة القادمة سأريك إياه ولكن اسمعي ما يقص عليك فهي حكايتى منذ ما يقرب من ثلاثين عاما.
نظرا لصغر ابنتها سألت : ماذا تعنى ثلاثين عاما؟ردت :سنينا كثيرة.
الأهم اسمعيني..................
بيوم من الأيام كنت صغيرة ليست بصغيرة بل اقتربت إلى مرحلة المراهقة ليزين لى عقلي تقليد ما أراه بالأفلام .
شاهدت فيلما لثلاث بنات خرجن من البيت بغرض الهروب منه وبالفعل خرجوا بل هربوا وبدور الأهل بحثوا بل عثوا في الأرض بحثا عنهم حتى وجدوهم.
كنت انا المتمردة على أهلى بل عقلي ضال بعض الأحيان.
يرسلنى أهلى أن أتعلم في الكتاب ورأيت نفسي قد كبرت على ذلك لأتذكر الفيلم وأود لو يمكن تنفيذه.
كان لا بد أن أكمل العدد بثلاث بنات..بالفعل اكتملوا..أختين يصغراني ليس كثيرا ولكنهما وافقانى الرأى واتفقنا لنجمع كل ما نريده من بيت أهلنا حتى وابور الغاز حتى ملابسنا بأكملها.
اتفقنا على موعد الهروب في الصباح .
بالفعل لم يطرف النوم أعيننا في هذه الليلة ..كل يفكر فيما سيحدث غدا ...كل منا يستعجل الأمر ...
جاء الصباح لنجتمع ونلم كل ما جمعناه ليتفق منا على حمل ما يناسبه وخرجنا إلى الأسفلت لنواصل المشى بالفعل مشينا لم نحس بالوقت ولا بالجوع ولا بالتعب بقدر ما أحسسنا بالخوف من الليل الذي ظهرت علاماته بعد أذان المغرب.
تقريبا مررنا بكم قرية تلي قريتنا سأحصرهم لك انتظري..واحد... اثنان ...ثلاثة ..الرابعة كانت هناك ...المكان الذي أشرت إليك أن تستوعبيه جيدا.
نظرنا هنا وهناك..لم نجد غير المدرسة أمامنا...كانت هناك نقطة مرور بالقرب منها فكرنا الذهاب إليهم للاستنجاد بهم ..حينما ذهبنا إلى هناك لم نجد إلا رجلا يعبر الشارع المقابل للنقطة فنادينا عليه وطلبنا منه أن يعيدنا لأهلنا فما كان منه إلا الخوف منا على الرغم من أننا أطفاله وعلى الرغم أيضا من إلقائه كم سؤال علينا ليتأكد من صدق كلامنا وهل نحن بالفعل من إحدى الكرة المجاورة له ..بالأخير انصرف عنا وتركنا وحدنا.
عدنا ثانية لنرى أنفسنا بجوار المدرسة يبدو أن أسرة ما خرجت بمجموعة كراسي رصصوها بجانب الجدران ثم جلسوا.
رجل وزوجته ابنته ويبدو أنها الكبرى أخوها أيضا أصغر منها..ما زلت أتذكر اسمهم (عزة...على ) السيدة أمهم أم على وأبوهم أبو على.
طلبنا منهم بعد إلقاء السلم عليهم أن نعرف منهم فقط كيف نعود لبلدتنا..نظروا جميعا إلى ما بين أيدينا ..أشارت السيدة أم على لنا وبدأت في الحوار لأرد عليها وما زلت خائفة فقط من الظلام ولست خائفة من عقاب أهلى حيث أردت بهذا أن أعاقبهم أنا فلا يهمنى ما سيفعلونه بي وكان هذا شعور البنتين أيضا لذا لم يلم بعضنا بعض ولم يوجه أىا منا كلاما للآخر..أحسسنا قتها براحة ضمير تامة..ولكن هذه الراحة ذهبت عنا في وقت معين وقت إنذار لنا جميعا وكأنها رسالة موجههة لنا من السماء.
سأرويكم لأصل إليها.
دخلت السيدة وزوجها وابنتها وابنها البيت دخلوه شفقة علينا وتنازلوا جميعا عن جلستهم التى كانوا ينوونها.
طلبت السيدة من ابنتها أن تجهز لنا العشاء بالفعل تم تجهيزه بكل مالذ وطاب بل كانت هذه السيدة وابنتها بوضع الطعام بفمنا لبعث الطمأنينة في قلوبنا أحسست حينها أنها تريد أن تبعث باخلنا الأمان حيث لم توبخنا أو تلومنا بأي كلمة بل كل ما قالته لنا أن ننان مطمئنين وستعيدنا سالمين لأهلنا( طبعا لم يكن أيامها تليفون محمول ولا فيس).
نسيت أن أذكر جل طيبتها أن طلبت منا دخول الاستحمام للاستراحة من الطريق حيث علمت أننا من الصباح حتى المغرب نمشي على قدمينا.
سنصل للرجالة الموجهة من السماء..حينما قمنا بالاستحمام ثم تناولنا العشاء طلبت منا الدخول لحجرة النوم لنستريح طبعا الحجرة كان فيها سريرين يبدو أنه سرير لعلى وسرير لعزة.
يبدو أن عليا استغنى اليوم عن سريره وحتى الآن لا نعلم أين نام.
في هذا اليوم سهرنا حتى بدأ قرآن الفجرة...سأروى سبب السهر : حينما عرفت السيدة أم على أننا لا نرغب في النوم فتحت التلفاز (طبعا لم يكن أيامها غير القناة الأولى والتانية فقط) وطبعا كان يوم الخميس الذي يعتبر صبيحة الجمعة يعرض فيلما عربيا على الشاشة الأولى وطبعا أثر الفيلم في نفسي جيدا وكان أول عرض له تقريبا فيلم سمير صبري وفريد شوقي طبعا كلنا كده عرفناه أكيد( وبالوالدين إحسانا) وكأنها مقصودة معنا..الكل يشاهد وهو ساكت ويكفينا ذلك ملاما.
انتهى الفيلم ونمنا وقت الفجر تقريبا لنستيقظ من النوم الساعة السادسة صباحا لنجد الفطور جاهزا أيضا من كل مالذ وطاب وطلبت نا أم على تناول الفطور حيث ستأخذنا لبلدنا وتعيدنا لأهلنا.
بأنا في التقاط أول لقمة بنفس التوقيت التى خرجت فيه أم على لتتفق مع سيارة تقلنا إذ بالمفاجأة:( أم على معها كل العيلة ) نعم عائلتنا كلهم رجال .
أم على حينما خرجت وجدتهم بسيارة نصف نقل وميكروفون ينادي على تلاث بنات متغيبين من أمس لتوقف السيارة وتخبرهم بوجودنا عندها لنترك وقتها الطعام ثم نقوم مستعدين للرجوع...وها قد عدنا.
للعلم : مصير التلات بنات
الكبرى أصبحت مدرسة
الوسطى :طبيبة بيطرية
الصغرى : كانت جميلة حبتين حصلت على الدبلوم الفني وتزوجت من أحسن العائلات.
تمت والحمد لله.
بقلمي / الهام شرف
أحسنتى استاذه الهام خالص تحياتى لحضرتك
ردحذفماشاءالله جميلة جداً بالتوفيق
ردحذف