الأحد، 4 يونيو 2017

ما أهون الخلق على الله (1) ... بقلم الأستاذ / صلاح الحداد

ماأهون الخلق على الله (1)
إذا أضاعوا أمره كلمة قالها أبي الدرداء - رضي الله عنه - صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما في مسند الإمام أحمد قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا صفوان بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن الزبير بن نفيل عن أبيه قال لما فتحت قبرص وفرق بين أهلها رأيت أبا الدرداء جالس وحده يبكي فقلت يا أبا الدرداء ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله فقال ويحك يا زبير ما أهون الخلق على الله - عز وجل - إذا أضاعوا أمره بينا هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى) وصدق - رضي الله عنه - فان المتأمل في كتاب الله - عز وجل - وسنة نبيه يعلم يقينا صدق مقالته فان الداء المفسد لدنيا العبد وآخرته معصية الله - تعالى - وترك أمره وما من مصيبة تصيب العبد في دنياه في جسده أو ماله أو أهله إلا وسببها معصية الله - تعالى - (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) (أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير).
أخوة الإسلام: بمعصية الله - تعالى - أخرج آدم من 
الجنة وطرد إبليس ولعن وبدل بالقرب بعدا وغضب عليه الرب - تعالى - ومقته أكبر المقت فارداه وبمعصية الله - تعالى - أغرق أهل الأرض جميعا زمن نوح - عليه السلام - ، وهاجت الريح على قوم عاد صرصرا عاتيه فهل ترى لهم من باقية، وبمعصية الله - تعالى - أخذت ثمود الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين كأن لم يغنوا فيها ألا إن ثمود كفروا ربهم ألا بعدا لثمود وبمعصية الله - تعالى - قلبت قرى قوم لوط بعد أن رفعت حتى سمعت 
الملائكة نباح كلابهم ثم قلبت وجعل عاليها سافلها وأمطرت عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد، وبمعصية الله - تعالى - أخذ قوم شعيب عذاب يوم الظلة انه كان عذاب يوم عظيم، وبمعصية الله - تعالى - أخذ فرعون وجنوده فنبذ في اليم وهو مليم، وبمعصية الله - تعالى - خسف بقارون وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين (وكلا ضربنا له الأمثال وكلا تبرنا تتبيرا ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء أفلم يكونوا يرونها بل كانوا لا يرجون نشورا) (فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون
وللحديث بقية تقبل الله منا الصيام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون