دقّةُ التّعبيرِ القرآني في اسْتخدامِ الألفاظ :
قالَ تعالى (كذّبتْ ثمودُ بطغواها* إذِ انبَعَثَ أشقاها* فقالَ لهم رسولُ اللهِ ناقةَ اللهِ وسُقياها* فكذّبُوهُ فَعَقَروها فدَمْدَمَ عليهم ربُّهم بذَنبِهم فسَوّاها* ولا يخافُ عُقْباها*) الشّمس الآيات 11-15.
بَعَثَ اللهُ تعالى صالحاً عليهِ السّلامُ نبيّاً الى قومِ ثمودَ فَدَعاهم الى عبادةِ اللهِ وحدَهُ لا شريكَ له فكَذّبوهُ وطَلَبوا منهُ آيةً على صِدْقِ دَعواهُ فَأخْرَجَ اللهُ تعالى لهم ناقةً مِنْ صخرةٍ صَمّاءَ فَتَمادَوا في غيّهمْ واتّفَقوا على عَقْرِها (قَتْلِها) فانْبَعَثَ أشْقاها (وهو قيدار بن سالف) فَعَقَرَها فأرْسَلَ اللهُ عليهم عذابَ الصّيحةِ فأصبَحوا في ديارهم جاثمين، ولكنّنا نلاحظُ من خلالِ قراءةِ الآياتِ أعلاهُ أنّ اللهَ تعالى قالَ بعدَ آيةِ (إذِ انبعثَ أشقاها) مباشرةً (فقالَ لهم رسولُ الله ناقةَ اللهِ وسُقْياها) بصيغةِ خطابِ الجَمْعِ وكانَ المفروضُ من سياقِ الآيةِ الّتي قبلَها أنْ يقولَ (فقالَ لهُ رسولُ الله ناقةَ اللهِ وسقياها) فما السّرُّ في ذلك؟؟ وكذلكَ قالَ تعالى في نهايةِ السّورةِ بعدَ قولِهِ تعالى (فدمدَمَ عليهم ربّهم بذنبِهم فسوّاها) مباشرةً (ولا يخافُ عُقباها) وكانَ المفروضُ مِنْ سياقِ الآيةِ الّتي قبلَها أنْ يقولَ (ولم يَخَفْ عُقباها) بصيغةِ الماضي باعْتبارِ أنَّ الآيةَ الّتي قبلَها جاءتْ بصيغةِ الماضي فما السّرُّ في ذلك؟؟.
والجوابُ عن الملاحظةِ الأولى أنّ قومَ ثمودَ تمالئوا على عَقْرِ النّاقةِ ولكنّ الّذي قامَ بالفعلِ هو (قيدار بن سالف) ولهذا قالَ تعالى (فقالَ لهم رسولُ الله) أيْ أنّ صالحاً عليهِ السّلامُ حذّرَهم كلَّهم من عقرِ النّاقة فجاءتِ الآيةُ بصيغةِ خطابِ الجَمْعِ.
والجوابُ عنِ الملاحظةِ الثانيةِ في قولِهِ تعالى (ولا يخافُ عقباها) أنَّ اللهَ تعالى لا يخافُ مِنْ أيِّ أحَدٍ كائناً مَنْ يكونُ فجميعُ الكائناتِ تحتَ قَهْرِهِ وسُلطانِهِ ولو قالَ (ولم يَخَفْ عُقباها) لذَهَبَ الظّنُّ الى أنّهُ تعالى لم يَخَفْ من عواقبِ تعذيبِ قومِ ثمودُ ولكنْ ربّما يخافُ مِنْ عواقبِ أمورٍ أخرى تأتي في المستقبلِ فجاءَ بصيغةِ الفعلِ المضارعِ المستمرِّ (ولا يخاف عقباها) للدّلالةِ على ذلكَ واللهُ أعلمُ فسبحانَ الّذي وسِعَ كلَّ شيءٍ عِلْما.
المهندس خليل الدّولة
2017/6/9
قالَ تعالى (كذّبتْ ثمودُ بطغواها* إذِ انبَعَثَ أشقاها* فقالَ لهم رسولُ اللهِ ناقةَ اللهِ وسُقياها* فكذّبُوهُ فَعَقَروها فدَمْدَمَ عليهم ربُّهم بذَنبِهم فسَوّاها* ولا يخافُ عُقْباها*) الشّمس الآيات 11-15.
بَعَثَ اللهُ تعالى صالحاً عليهِ السّلامُ نبيّاً الى قومِ ثمودَ فَدَعاهم الى عبادةِ اللهِ وحدَهُ لا شريكَ له فكَذّبوهُ وطَلَبوا منهُ آيةً على صِدْقِ دَعواهُ فَأخْرَجَ اللهُ تعالى لهم ناقةً مِنْ صخرةٍ صَمّاءَ فَتَمادَوا في غيّهمْ واتّفَقوا على عَقْرِها (قَتْلِها) فانْبَعَثَ أشْقاها (وهو قيدار بن سالف) فَعَقَرَها فأرْسَلَ اللهُ عليهم عذابَ الصّيحةِ فأصبَحوا في ديارهم جاثمين، ولكنّنا نلاحظُ من خلالِ قراءةِ الآياتِ أعلاهُ أنّ اللهَ تعالى قالَ بعدَ آيةِ (إذِ انبعثَ أشقاها) مباشرةً (فقالَ لهم رسولُ الله ناقةَ اللهِ وسُقْياها) بصيغةِ خطابِ الجَمْعِ وكانَ المفروضُ من سياقِ الآيةِ الّتي قبلَها أنْ يقولَ (فقالَ لهُ رسولُ الله ناقةَ اللهِ وسقياها) فما السّرُّ في ذلك؟؟ وكذلكَ قالَ تعالى في نهايةِ السّورةِ بعدَ قولِهِ تعالى (فدمدَمَ عليهم ربّهم بذنبِهم فسوّاها) مباشرةً (ولا يخافُ عُقباها) وكانَ المفروضُ مِنْ سياقِ الآيةِ الّتي قبلَها أنْ يقولَ (ولم يَخَفْ عُقباها) بصيغةِ الماضي باعْتبارِ أنَّ الآيةَ الّتي قبلَها جاءتْ بصيغةِ الماضي فما السّرُّ في ذلك؟؟.
والجوابُ عن الملاحظةِ الأولى أنّ قومَ ثمودَ تمالئوا على عَقْرِ النّاقةِ ولكنّ الّذي قامَ بالفعلِ هو (قيدار بن سالف) ولهذا قالَ تعالى (فقالَ لهم رسولُ الله) أيْ أنّ صالحاً عليهِ السّلامُ حذّرَهم كلَّهم من عقرِ النّاقة فجاءتِ الآيةُ بصيغةِ خطابِ الجَمْعِ.
والجوابُ عنِ الملاحظةِ الثانيةِ في قولِهِ تعالى (ولا يخافُ عقباها) أنَّ اللهَ تعالى لا يخافُ مِنْ أيِّ أحَدٍ كائناً مَنْ يكونُ فجميعُ الكائناتِ تحتَ قَهْرِهِ وسُلطانِهِ ولو قالَ (ولم يَخَفْ عُقباها) لذَهَبَ الظّنُّ الى أنّهُ تعالى لم يَخَفْ من عواقبِ تعذيبِ قومِ ثمودُ ولكنْ ربّما يخافُ مِنْ عواقبِ أمورٍ أخرى تأتي في المستقبلِ فجاءَ بصيغةِ الفعلِ المضارعِ المستمرِّ (ولا يخاف عقباها) للدّلالةِ على ذلكَ واللهُ أعلمُ فسبحانَ الّذي وسِعَ كلَّ شيءٍ عِلْما.
المهندس خليل الدّولة
2017/6/9
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق