ترويض النفس في رمضان :
أزف شهر رمضان الفضيل على الرحيل، وأوشَك أن تنسلخ أيامُه، وتنقضي نفحاته، وهو الموصوف من ربِّ البرية جلَّ وعلا بقوله: ﴿ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 184]، نعم إنْ هو إلا أيام معدودات؛ مُعيَّنات ومُحدَّدات بالعدد؛ فعِدَّةُ رمضان إما تسع وعشرون أو إكمال عدَّته ثلاثين يومًا، والشهر هكذا كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: إما تسع وعشرون يومًا، أو ثلاثون يومًا عدًّا وعددًا؛ بدليل ما صح عند الشيخين من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ، الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا))؛ يَعْنِي مَرَّةً تِسْعَةً وَعِشْرِينَ، وَمَرَّةً ثَلَاثِينَ.
وقوله عزَّ وجلَّ: ﴿ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 184]؛ فيه تلميح وتنبيه إلى تسارع الزمن وسرعة انقضائه، وأن الوقت في شهر رمضان عامل مهم لإنجاح عملية التغيير المقصودة من فرض الصيام، هذه العملية التي عبَّر عنها ربنا تبارك وتعالى في آي الصيام بالتقوى في قوله: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، وقوله: ﴿ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 187].
إذًا غايةُ الصائم من صومه نهارَ رمضان تحصيلُ ما أمَر الله تعالى به من التقوى، وهي المَقصَد الشرعي الأصلي والأساسي والهام من تشريع الصوم في رمضان، بَيْدَ أن البعض قد يتوهَّم أن التقوى في رمضان خاصة بنهار يومه فقط، لا بليله أيضًا، وهذا توهُّم بيِّنُ الخطأ؛ لأن العبادة وإن قُصدت في نهار رمضان بالصوم، فهي مقصودة أيضًا في ليله بالقيام والتلاوة ونحوها.
إن الصيام وإن عُدَّ أهم عمل في رمضان؛ لقوله تعالى في مطلع آي الصيام من سورة البقرة: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]؛ فإن له أيضًا أعمالاً أخرى يُؤجر عليها الصائم ويُثاب، يُسنُّ له تحصيلها، ويُرغَّب له إدراكها؛ كتلاوة القرآن والقيام والاعتكاف وإطعام الطعام والتصدق... وغيرها من أنواع البِرِّ وأبواب الخير.
إن رمضان مدرسة للمران على تهذيب النفس وتزكية القلب مما علق به من رَانٍ، رمضان يصنع التغيير في نفوس الصائمين وجوارحهم، ويظهر جليًّا في سلوكياتهم، هو التغيير الذي لا يحظى به إلا من صام وقام رمضان إيمانًا بثواب صيامه وقيامه، واحتسابًا لهذا الثواب الجزيل الذي أعده الله تعالى للصائمين القائمين.
نرجع إلى قوله تعالى: ﴿ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 184]، فإن الله تعالى قد جعل لأمَّة الإسلام في أيام دهرهم نفحات؛ من تعرَّض لها بإخلاص وصدق، نال المقصد الشرعي من تشريع العبادة فيها، وأيامُ رمضان كلها خير وبركة، ينال فيها الصائم ما وعد الله تعالى به الصائمين من الثواب العظيم في الدنيا، والنعيم المقيم في الآخرة .
غدا نلتقي ....
أزف شهر رمضان الفضيل على الرحيل، وأوشَك أن تنسلخ أيامُه، وتنقضي نفحاته، وهو الموصوف من ربِّ البرية جلَّ وعلا بقوله: ﴿ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 184]، نعم إنْ هو إلا أيام معدودات؛ مُعيَّنات ومُحدَّدات بالعدد؛ فعِدَّةُ رمضان إما تسع وعشرون أو إكمال عدَّته ثلاثين يومًا، والشهر هكذا كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: إما تسع وعشرون يومًا، أو ثلاثون يومًا عدًّا وعددًا؛ بدليل ما صح عند الشيخين من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ، الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا))؛ يَعْنِي مَرَّةً تِسْعَةً وَعِشْرِينَ، وَمَرَّةً ثَلَاثِينَ.
وقوله عزَّ وجلَّ: ﴿ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 184]؛ فيه تلميح وتنبيه إلى تسارع الزمن وسرعة انقضائه، وأن الوقت في شهر رمضان عامل مهم لإنجاح عملية التغيير المقصودة من فرض الصيام، هذه العملية التي عبَّر عنها ربنا تبارك وتعالى في آي الصيام بالتقوى في قوله: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، وقوله: ﴿ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 187].
إذًا غايةُ الصائم من صومه نهارَ رمضان تحصيلُ ما أمَر الله تعالى به من التقوى، وهي المَقصَد الشرعي الأصلي والأساسي والهام من تشريع الصوم في رمضان، بَيْدَ أن البعض قد يتوهَّم أن التقوى في رمضان خاصة بنهار يومه فقط، لا بليله أيضًا، وهذا توهُّم بيِّنُ الخطأ؛ لأن العبادة وإن قُصدت في نهار رمضان بالصوم، فهي مقصودة أيضًا في ليله بالقيام والتلاوة ونحوها.
إن الصيام وإن عُدَّ أهم عمل في رمضان؛ لقوله تعالى في مطلع آي الصيام من سورة البقرة: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]؛ فإن له أيضًا أعمالاً أخرى يُؤجر عليها الصائم ويُثاب، يُسنُّ له تحصيلها، ويُرغَّب له إدراكها؛ كتلاوة القرآن والقيام والاعتكاف وإطعام الطعام والتصدق... وغيرها من أنواع البِرِّ وأبواب الخير.
إن رمضان مدرسة للمران على تهذيب النفس وتزكية القلب مما علق به من رَانٍ، رمضان يصنع التغيير في نفوس الصائمين وجوارحهم، ويظهر جليًّا في سلوكياتهم، هو التغيير الذي لا يحظى به إلا من صام وقام رمضان إيمانًا بثواب صيامه وقيامه، واحتسابًا لهذا الثواب الجزيل الذي أعده الله تعالى للصائمين القائمين.
نرجع إلى قوله تعالى: ﴿ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 184]، فإن الله تعالى قد جعل لأمَّة الإسلام في أيام دهرهم نفحات؛ من تعرَّض لها بإخلاص وصدق، نال المقصد الشرعي من تشريع العبادة فيها، وأيامُ رمضان كلها خير وبركة، ينال فيها الصائم ما وعد الله تعالى به الصائمين من الثواب العظيم في الدنيا، والنعيم المقيم في الآخرة .
غدا نلتقي ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق