الكاتبة / جهاد محمد الأمير
تمددتْ على فراشها ، يصبُّ جبينها من العرق شلالات ، جسدُها بارد ، مثلج ....
تحرك شفتيها بـ كلامات لا أستطيع فهمها !
العرق يَتصبب من كل مكان ، وجسدها كـ جثة هامدة ، لكن يبدو على وجهها السكينة ، حينها قلبي كانَ يُذبَح بـ سكينة !
ظللتُ واقفة بـ جوارها أُتمتمُ بـ " اللهم خفف عنها ، اللهم أطل في عمرها "
هذا ما كان بـ وسعي فعلهُ!
بدأ وجهُهَا بالشعوب...
يبدو أن زائرنا اقتربَ وصوله!
ذاكَ الزائر الذي يأتينا على غفلة ، وبدون استئذان !
إنه زائرٌ غير مرَحبِِ بهِ على أية حال!
يأخذُ أحبتنا معهُ في رحلة أبدية ، لا رجعة فيها !
لكن كلنا سنذهب مع ذاك الزائر يوما ما...
هَمستْ لي بصوت حنونِِ : "صغيرتي ..."
أمي ، أمي الغالية...
بدأت شلالات الدموع نتهمرُ على وجنتي وكأنَّ موعد الفراق قد حان !
أمي...لمْ يحن موعد الفراق أليس كذلك؟
أخبريني أنه لم يحن ..
لمَ لا تجيبين ؟
نَظرتْ لي بـ عينِِ تنزفُ دموعََا وحنانا ...
" هذا هو نهاية الطريق حبيبتي...
نحن نعيش في هذه الحياة قدرَ ما نعيش ، لكن حتما سيأتي اليوم الذي سنغادر فيهِ ، أحبك بـحجم السماء صغيرتي "
ثم أغلقت عينيها التي كانت تشع نورا وأملا ...
ماذا حدث ؟ أمي ، أكملي حديثك يا أمي ...
تعلمين أني لم أكن أسمع حديثك كثيرا ، دائما ما كنتُ أقول لكِ بـضجر حين تطلبين مني شيئا : " حسنا ، سأفعل "
لكني اليومَ أعدكِ أني لن أتفوّه بأي كلمة تغضبكِ ، أعدك يا أمي ...
أنا أيضا أحبك بـقدر رمال الصحراء وبـ قدر حبِّك لي ، بل وأكثر !
لكن أرجوكِ أن تعُودي!
#جهاد_محمد_الأمير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق