الكاتبة / مي صـالح
لا شيء جيد، لا شيء يسير على ما يرام وكما أوده أن يسير، كل الظواهر الطبيعية ضدي فحين أود رياح تتهلل أسارير الصيف الجافة وحين أرغب في الجو الدافئ تهب أمطار الشتاء بابتسامتها الصفراء وكأنها تقول لي ها أنا ذا قد انتصرت مرة أخرى على رغباتك.. وحين أدركت أن الصبر هو الحل وأنه في المستقبل القريب أو البعيد سأنتصر ولو حتى مرة واحدةً شعرتُ بالطمأنينة؛ شعرتُ بالراحة الداخلية أنه سيأتي اليوم الذي تتهلل فيه أساريري أنا الأخرى..
عندما وودتُ ليلة صيفية باردة بعض الشيء أقبلت الرياح بثوبها الجديد معلنة عن إلتزام منازلنا حتى لا تلتهمنا دواماتها ولكنني حينها لم أشعر بالخذلان أو عدم الإستجابة لمتطلباتي فقد اعتدتُ الأمر صراحةً، ولكنكَ حينها ظهرت!
حينها تهللت أساريري للمرة الأولى عندما شعرت بفوزي بكَ، أنك بمثابة الإنتصار المؤجل أو الإنتصار الكبير المؤجل لي، وكأنني كنت السنوات الماضية أدور الأرض بحثًا عن أشلاء أوزوريس لأجمعها وأحصل على حبيب القلب كاملًا أمامي مرة أخرى. نعم لم أرك من قبل ولكنني شعرت بك؛ شعرت بأنك الفارس الذي سيهبط من على حصانه ليحملني من جوف الصحراء، أو القبطان الذي أنقذني من أفواه أسماك القروش المتوحشة، وكأنك قافلة العزيز الذي انتشلت يوسف من غيابت الجب والضياع، وكنت أنا بمثابة زُليخة امرأة العزيز التي راودت يوسف عن نفسها وعشقته وبلغت من العشق مالم يُبلغ..!
أوقاتنا لم تكن روتينية، أتذكر حين كنت أنتظرك في المقهي المجاور لعملك فتأتي إليّ في مواقيت راحتك لترسم ضحكة على شفتاي وتفتح غرفات قلبي فتستريح على شراييني وكأنها مصنوعة من ريش نعام. غفلتُ عن الواقع وتناسيت أمر الحياة!!
طبعًا تركتني.. ولمَ لا تتركني وأنا غير قابلة للمعاشرة وأنا غير قابلة للتعايش وأنا أنهض من على سريري عليمة بما سيجري من خيبات أمل في يومي، أحببتك وكنت لي بمثابة الأشواك المحيطة بالزهرة أوهمتني بأن الحياة ستصبح وردية كالزهرة ولم تخبرني بأنك أنت الشوك الخاص بالحياة.!!
- ميّ صالح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق