عـــــــيد الميـــــــــــــــــــلاد
قصـــــة قصــــــــــــيرة
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كان كل ما يُشغل بالها هو كيف ستحضر عيد ميلاد صديقتها ، وما هي الهديّة التي ستُحضرها لها
إنها صديقتها المقرّبة جداً وقد أجّلت حفل عيد الميلاد أكثر من مرة كي تحضر معها .
ولكن ندا إنسانة بسيطة من أسرة بسيطة والدها مدرّس لغة عربية ولم يؤمن أبداً بموضوع الدروس الخصوصية ويعتبرها جريمة في حق التعليم وفي حق المُعلّم والتلاميذ .
وصديقتها روان من أسرة ميسورة فوالدها يعمل بمدينة الإنتاج الإعلامي في إحدى القنوات الفضائية كمُعد برامج ’’ توك شو ’’ .. ولكن مع هذا الفا رق المادي تعيش ندا وروان في مدينة سكنية واحدة وكانت تجمعهما مدرسة واحدة قبل أن يفرقهما التعليم الجامعي... وما بين أسرة روان وأسرة ندا مسافات ومسافات من الأفكار والمبادئ والقناعات الأخرى التي يقبلها البعض ويرفضها الآخر بكل صرامة .
ندا تلميذة في المرحلة الثانوية إعتادت على التفوّق وتربّت على التديّن والصلاة والمصحف الذي لا يفارقها ولذلك إرتدت الحجاب بإرادتها منذ الإعدادية بينما روان رغم أخلاقها الرفيعة وسلوكها المستقيم لكنها لم تكن تواظب على الصلاة ولا قراءة القرآن ولم تبدأ إرتداء الحجاب ولم يشغل بالها من قبل وكانت تعتبره حريّة شخصية وهي في الحقيقة معذورة في أفكارها حيث أنها لم تجد القدوة والمثل في بيتها كما وجدته ندا في كنف والدها المدرّس البسيط وأسرتها المحافظة .
ومع كل هذه الفوارق الإجتماعية والسلوكية تآلفت الصداقة الحميمة ما بين ندا وروان بل توطّدت بصورة كبيرة وكانت الأسرتان تعلمان وتقرّان هذه الصداقة الطيبة مادامت لم تضر أحداً .
لكن الموقف الآن بالنسبة لندا هو عيد الميلاد والهديّة .
إن أسرتها هذه الأيام تمر بظروف مادية متعسّرة ، ففكرت ندا أن تأخذ تنّورة من عندها كانت قد جائتها هديّة من أحد الأقارب ولازالت كما هي بملصقات الشراء وكأنها جاءت من المحل الآن ورتّبت أوضاعها على هذا النحو .
بينما كان لوالدها ووالدتها حين علما في يوم عيد الميلاد أمراً آخر فقد رفضا ذلك وقال الأب :
يا بنتي أولاً دي كانت هديّة ليكي ومينفعش الهديّة تهاديها لحد تاني ، وثانيا صاحبتك مش هتلبسها خالص انت عارفه إنها بتلبس بنطلونات على طول .
قصـــــة قصــــــــــــيرة
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كان كل ما يُشغل بالها هو كيف ستحضر عيد ميلاد صديقتها ، وما هي الهديّة التي ستُحضرها لها
إنها صديقتها المقرّبة جداً وقد أجّلت حفل عيد الميلاد أكثر من مرة كي تحضر معها .
ولكن ندا إنسانة بسيطة من أسرة بسيطة والدها مدرّس لغة عربية ولم يؤمن أبداً بموضوع الدروس الخصوصية ويعتبرها جريمة في حق التعليم وفي حق المُعلّم والتلاميذ .
وصديقتها روان من أسرة ميسورة فوالدها يعمل بمدينة الإنتاج الإعلامي في إحدى القنوات الفضائية كمُعد برامج ’’ توك شو ’’ .. ولكن مع هذا الفا رق المادي تعيش ندا وروان في مدينة سكنية واحدة وكانت تجمعهما مدرسة واحدة قبل أن يفرقهما التعليم الجامعي... وما بين أسرة روان وأسرة ندا مسافات ومسافات من الأفكار والمبادئ والقناعات الأخرى التي يقبلها البعض ويرفضها الآخر بكل صرامة .
ندا تلميذة في المرحلة الثانوية إعتادت على التفوّق وتربّت على التديّن والصلاة والمصحف الذي لا يفارقها ولذلك إرتدت الحجاب بإرادتها منذ الإعدادية بينما روان رغم أخلاقها الرفيعة وسلوكها المستقيم لكنها لم تكن تواظب على الصلاة ولا قراءة القرآن ولم تبدأ إرتداء الحجاب ولم يشغل بالها من قبل وكانت تعتبره حريّة شخصية وهي في الحقيقة معذورة في أفكارها حيث أنها لم تجد القدوة والمثل في بيتها كما وجدته ندا في كنف والدها المدرّس البسيط وأسرتها المحافظة .
ومع كل هذه الفوارق الإجتماعية والسلوكية تآلفت الصداقة الحميمة ما بين ندا وروان بل توطّدت بصورة كبيرة وكانت الأسرتان تعلمان وتقرّان هذه الصداقة الطيبة مادامت لم تضر أحداً .
لكن الموقف الآن بالنسبة لندا هو عيد الميلاد والهديّة .
إن أسرتها هذه الأيام تمر بظروف مادية متعسّرة ، ففكرت ندا أن تأخذ تنّورة من عندها كانت قد جائتها هديّة من أحد الأقارب ولازالت كما هي بملصقات الشراء وكأنها جاءت من المحل الآن ورتّبت أوضاعها على هذا النحو .
بينما كان لوالدها ووالدتها حين علما في يوم عيد الميلاد أمراً آخر فقد رفضا ذلك وقال الأب :
يا بنتي أولاً دي كانت هديّة ليكي ومينفعش الهديّة تهاديها لحد تاني ، وثانيا صاحبتك مش هتلبسها خالص انت عارفه إنها بتلبس بنطلونات على طول .
فقالت ندا بحيرة شديدة : يا بابا أعمل ايه طيب المهم أبقى أديتها هديّة وخلاص وهي حرّة تلبسها ولا لأ
فقال لها الأب مدرّس اللغة العربية : لا يا بنتي إنت عارفة إنها مش ناقصة هدايا وإنت صاحبتها الأنتيم يعني هديّتك لازم تكون مميزة عن أي حد والهديّة مش بتمنها لكن بمعناها .. أنا شايف علشان ما تحرجيش نفسك أدّام أصحابك إنك بلاش تروحي واعتذري لها بعد كده بأي سبب وأول ما ربنا يفرجها إبقي إشتري لها هديّة مناسبة .
وظن مدرّس القيم والمبادئ أنه حل المشكلة بهذا الإقتراح لكنه فوجئ بإبنته تدخل عليه مرة أخرى وفي يدها إكسسوارات زينة فيها سلسلة وخاتم وأشياء أخرى ترتديها ندا بالرغم من إنها جديدة ولازالت ببريقها لكنها كانت ترتديها من قبل وتقترح أن تأخذ منها ما يُنقذ الموقف الآن .
لكن الأب الذي يحرص على غرس مبادئ معينة في عقل إبنته ظل على رأيه وقال لها :
يا ندا كل ده مش حل يا بنتي لإن أكيد هي شافت الحاجات دي عليكِ قبل كده وهي ظروفها المادية تخلّيها تشتري أغلى وأحسن منها وانتِ اللي هتخسري أشيائك بدون مبرر ، إصبري وإن شاء الله أخلّيكِ تشتري لها هديّة مناسبة جديدة بعلبتها وبرضو تبقى راسك مرفوعه أدّام صاحبتك .
ومع إصرار والد ندا رضخت للأمر وعادت إلى حجرتها ولكن الأب الذي إعتاد على غرس المبادئ والقيم في نفوس أبناءه شعر للحظات أن إبنته حزينة لعدم ذهابها إلى عيد ميلاد صاحبتها وشعر كذلك أن حال إبنته يلومه على فقره وعدم قدرته على تلبية طلبات أبناءه التي صارت تنمو وتنمو مع إتساع الفارق ما بين الطبقات فتدحرجت دمعة من عين مدرّس اللغة العربية بسبب ذلك الإحساس الذي غرق فيه لدقائق بعد أن تركته إبنته وعادت إلى حجرتها ليتفاجئ وهو مستند برأسه على كلتا يديه بأنفاس إبنته ندا وهي تحتضن رأس أبيها وتمسح على شعره وتقول له :
أنا مقتعة جدا بكلامك يا بابا وراضية بيه وسامحني يا حبيبي لو أنا تعبتك بثرثرتي الكتيرة في الموضوع ده ، كل حاجة ممكن يبقى ليها فرصة تانية إلاّ لحظة تتهان فيها الكرامة ولاّ تكون سبب لدمعة غالية من عين أعز الناس ليّا ،،،،،،
بقلمي / إبراهيم فهمي المحامي
19/11/2019 م
فقال لها الأب مدرّس اللغة العربية : لا يا بنتي إنت عارفة إنها مش ناقصة هدايا وإنت صاحبتها الأنتيم يعني هديّتك لازم تكون مميزة عن أي حد والهديّة مش بتمنها لكن بمعناها .. أنا شايف علشان ما تحرجيش نفسك أدّام أصحابك إنك بلاش تروحي واعتذري لها بعد كده بأي سبب وأول ما ربنا يفرجها إبقي إشتري لها هديّة مناسبة .
وظن مدرّس القيم والمبادئ أنه حل المشكلة بهذا الإقتراح لكنه فوجئ بإبنته تدخل عليه مرة أخرى وفي يدها إكسسوارات زينة فيها سلسلة وخاتم وأشياء أخرى ترتديها ندا بالرغم من إنها جديدة ولازالت ببريقها لكنها كانت ترتديها من قبل وتقترح أن تأخذ منها ما يُنقذ الموقف الآن .
لكن الأب الذي يحرص على غرس مبادئ معينة في عقل إبنته ظل على رأيه وقال لها :
يا ندا كل ده مش حل يا بنتي لإن أكيد هي شافت الحاجات دي عليكِ قبل كده وهي ظروفها المادية تخلّيها تشتري أغلى وأحسن منها وانتِ اللي هتخسري أشيائك بدون مبرر ، إصبري وإن شاء الله أخلّيكِ تشتري لها هديّة مناسبة جديدة بعلبتها وبرضو تبقى راسك مرفوعه أدّام صاحبتك .
ومع إصرار والد ندا رضخت للأمر وعادت إلى حجرتها ولكن الأب الذي إعتاد على غرس المبادئ والقيم في نفوس أبناءه شعر للحظات أن إبنته حزينة لعدم ذهابها إلى عيد ميلاد صاحبتها وشعر كذلك أن حال إبنته يلومه على فقره وعدم قدرته على تلبية طلبات أبناءه التي صارت تنمو وتنمو مع إتساع الفارق ما بين الطبقات فتدحرجت دمعة من عين مدرّس اللغة العربية بسبب ذلك الإحساس الذي غرق فيه لدقائق بعد أن تركته إبنته وعادت إلى حجرتها ليتفاجئ وهو مستند برأسه على كلتا يديه بأنفاس إبنته ندا وهي تحتضن رأس أبيها وتمسح على شعره وتقول له :
أنا مقتعة جدا بكلامك يا بابا وراضية بيه وسامحني يا حبيبي لو أنا تعبتك بثرثرتي الكتيرة في الموضوع ده ، كل حاجة ممكن يبقى ليها فرصة تانية إلاّ لحظة تتهان فيها الكرامة ولاّ تكون سبب لدمعة غالية من عين أعز الناس ليّا ،،،،،،
بقلمي / إبراهيم فهمي المحامي
19/11/2019 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق