الخميس، 7 نوفمبر 2019

كتابي الأول .... بقلم الأستاذ الصحفي / سامي رميح


***** كتابي الأول *******
 لم أكن شغوفا او مهتم بالقراءة وكانت كل اهتماماتي في صباي أساسها كرة القدم والرياضة وتحصيل دروسي وكنت بالصف الثاني الثانوي ويرنو عمري إلي التاسعة عشر 
 وفجأة بداء الجميع يتحدث عن معرض الكتاب وحينها وللأمانة كان هناك اهتمام من الدولة بدعم الكتاب وتشجيع القراءة 
 فذهبت مع مجموعة من الأصدقاء لمعرض الكتاب وليس لنا فيه ناقة او جمل ولكن ذهبنا من باب الوجاهة المجتمعية والفضول ثم التسكع في اجنحة المعرض ثم تناول الغذاء والعودة إلي المنزل مرة اخري ثم التباهي بزيارة معرض الكتاب أمام الصحاب 
وعند دخولي لاجنحة معرض الكتاب صدمت من من هذا الكم
الهائل من أكوام الكتب وأين أنا كنت من هذا العالم الساحر عالم القراءة  وحين اقتربت من الكتب وكأني طفل يتذوق للمرة الأولي الطعام شممت رائحة أحبار الكتب فاستهوتني واسرتني حتي صار من حينها رائحة الحبر نوع من الإدمان وعبيري المفضل
 والآن تغيرتي خطتي من التسكع واللهو في معرض الكتاب إلي اقتحام هذا العالم الجديد الساحر ولسوف اقتني كتاب وهذا هو كتابي الأول
ولكني في حيرة من أمري فما هو اختياري لكتابي
هل أقرأ في الأدب ام في السياسة ام القصة والإثارة ام التاريخ ام كتب تفسير الأحلام 
 وفجأة رأيت كتابي الأول يحمل وجه الدكتور مصطفي محمود بعنوان الخروج من التابوت ومن خلال هذا الكتاب وطريقة سرد الدكتور مصطفي محمود لرحلته إلي الهند سافرت معه وأنا لم ابرح مكاني وقابلت البراهما واجيسوارا
وكاكوما وامري خان وكل شخصيات الكتاب 
 وعدت معه حين عاد لمصر وقصة اكتشافه لجنين القمح الحي من آلاف السنين كتاب صدمني جعلني اتشوق لأقرأ غيره وانهل من بحور المعرفة كتابي الأول كان خطوة موفقة علي درب القراءة
 أن العقل غذائه العلم والمعرفة وأن العقول لتصدئ كما يصدئ الحديد أن لم تثقلها بالمعرفة والفهم والاطلاع
أن الكتاب الأول أن لم يحسن اختياره غالبا ما يكون الأخير
 وإن مصطفي محمود الذي عرفته في برنامج العلم والإيمان غير مصطفي محمود الكاتب أن الكتاب للصفوة والتلفاز للعامة ولذلك مصطفي محمود الكاتب متحرر محلل لا يخشي الرقيب متحدث في السياسة والدين والتاريخ بعمق شديد يبهر العقول
أصبحت بعدها من عشاق القراءة والميل للعزل ممسكأ بكتاب 
وكأني عطشان لا يرتوي وأيقنت أن عقلي لا يرتوي من القراءة حتي الممات
 أصبح الكتاب رفيقي وزاد زهدي في الحياة فقد فقهت أننا من فناء نسير إلي فناء وما نحن إلا ومضة وطرفة عين في هذا الزمان
وما تلك الدنيا إلا كتاب ضخم نقلب صفحاته كل يوم 
وإن ثروة العالم المخزونة هي الكتب وبها نهتدي وبها نبدأ
من حيث انتهي السابقون نعرف وننهل من خبراتهم وتجاربهم
لا أعلم شجرة أطول عمرا ولا أطيب ثمرا ولا اعظم ظلأ من القراءة
نحن أمة أقرأ ولسوف نقرأ
******
 سامي رميح



هناك تعليق واحد:

  1. وحين قرأت كتابي الأول تذكرت أول خطواتي في القراءة وايقنت أن القراءة طريق بلا نهاية

    ردحذف

المتابعون