إجابة الوالدين أفضل أم صلاة النافلة؟
محمد سعيد أبوالنصر
إن للاباء منزلة كبيرة ودرجه رفيعة ، وأداء السنن من أفضل الأعمال التى يتقرب بها الإنسان إلى الله تعالى، قال تعالى فى الحديث القدسى: "وما يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه" لكن لو كان الانسان يصلى النوافل فبر الآباء مقدم على صلاة النوافل،لأن برالوالدين فرض وأداء النوافل سنة قال تعالى: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا)
فلو نادى الأب أو الأم على الإنسان وهو يصلي النفل وكان يعلم من حال أبيه أو أمه أنها لا قدرة لها على الصبر والانتظار حتى ينهي صلاته ..فيسلم ويرد على أمه أو أبيه .
أما إذا كانت لا تغضب ولا تتأثر فليختم صلاته ثم يرد عليها ويلبي حاجتها كل ذلك تعلمناه من حديث جريح العابد الذي لم يقدم بر أمه على صلاة النافلة فكان عقابه اتهامه بفاحشة لم يفعلها، وهي اتهامه بفاحشة الزنا
عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: لم يتكلّم في المهد إلّا ثلاثة: عيسى ابن مريم. وصاحب جريج. وكان جريج رجلا عابدا.
فاتّخذ صومعة. فكان فيها. فأتته أمّه وهو يصلّي فقالت: يا جريج! فقال: يا ربّ! أمّي وصلاتي. فأقبل على صلاته فانصرفت. فلمّا كان من الغد أتته وهو يصلّي. فقالت: يا جريج! فقال: يا ربّ أمّي وصلاتي.
فأقبل على صلاته. فلمّا كان من الغد أتته وهو يصلّي.
فقالت: يا جريج! فقال: أي ربّ! أمّي وصلاتي فأقبل على صلاته. فقالت: اللهمّ لا تمته حتّى ينظر إلى وجوه
المومسات « المومسات أي: الزواني البغايا المتجاهرات بذلك.»
فتذاكر بنو إسرائيل جريجا وعبادته.
وكانت امرأة بغيّ يتمثّل بحسنها « وكلمة يتمثل بحسنها: أي يضرب به المثل لانفرادها به» . فقالت: إن شئتم لأفتننّه لكم. قال فتعرّضت له فلم يلتفت إليها فأتت راعيا كان يأوي إلى صومعته فأمكنته من نفسها. فوقع عليها. فحملت. فلمّا ولدت قالت: هو من جريج.
فأتوه فاستنزلوه وهدموا صومعته وجعلوا يضربونه.
فقال: ما شأنكم؟ قالوا: زنيت بهذه البغيّ. فولدت منك. فقال: أين الصّبيّ؟ فجاءوا به. فقال: دعوني حتّى أصلّي. فصلّى. فلمّا انصرف أتى الصّبيّ فطعن في بطنه وقال: يا غلام! من أبوك؟ قال: فلان الرّاعي.
قال: فأقبلوا على جريج يقبّلونه ويتمسّحون به.
وقالوا: نبني لك صومعتك من ذهب. قال: لا.
أعيدوها من طين كما كانت. ففعلوا. وبينا صبيّ يرضع من أمّه. فمرّ رجل راكب على دابّة فارهة وشارة حسنة (والفارهة أي : النشيطة الحادة القوية. شارة: أي : الهيئة واللباس.» . فقالت أمّه! اللهمّ! اجعل ابني مثل هذا.
فترك الثّدي وأقبل إليه فنظر إليه. فقال: اللهمّ! لا تجعلني مثله. ثمّ أقبل على ثديه فجعل يرتضع.
قال: فكأنّي أنظر إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو يحكي ارتضاعه بإصبعه السّبّابة في فمه. فجعل يمصّها. قال:
ومرّوا بجارية وهم يضربونها ويقولون: زنيت. سرقت.
وهي تقول: حسبي الله ونعم الوكيل فقالت أمّه:
اللهمّ! لا تجعل ابني مثلها. فترك الرّضاع ونظر إليها.
فقال: اللهمّ! اجعلني مثلها. فهناك تراجعا الحديث.
فقالت: حلقى «: أي أصابه الله بوجع في حلقه. » ! مرّ رجل حسن الهيئة فقلت:
اللهمّ! اجعل ابني مثله. فقلت: اللهمّ! لا تجعلني مثله، ومرّوا بهذه الأمة وهم يضربونها ويقولون:
زنيت. سرقت فقلت: اللهمّ! لا تجعل ابني مثلها.
فقلت: اللهمّ! اجعلني مثلها . ومثلها: أي سالما من المعاصي كما هي سالمة.
قال: إنّ ذاك الرّجل كان جبّارا. فقلت: اللهمّ! لا تجعلني مثله وإنّ هذه يقولون لها: زنيت ولم تزن.
وسرقت. ولم تسرق فقلت: اللهمّ! اجعلني مثلها»
من هذا النص نتعلم
إن صلاة النافلة طاعة لله وتقرب إليه وترك النافلة لا إثم عليه، لكن البر بالإم فرض وواجب وتركه كبيرة ومعصية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق