أم بلا أذنين
محمد سعيد أبوالنصر
إنّ الوَلَدَ مهما أسدى من معروفٍ وقدّم من جميلٍ لوالديه أو أحدهما، فإنّه لا يستطيع أن يوفّي حقّهما؛ ولكنّ الأمر كما قال النّبيّ ﷺ: «سدّدوا، وقاربوا، وأبشروا». اسمح لى أن أقص عليك هذه القصة والتي بعنوان
أم بلا اذنين .... بعدماأفاقت الأم من نومها إثر ولادة مؤلمة طلبت من الممرضة رؤية ابنها الذى انتظرته لشهور طويلة، احضرته لها الممرضة ثم خرجت، همت الأم برفع الغطاء من على وجهه، أخافها ما رأت ! طفل بلا أذنين....
إلّا إنها ابتسمت فى وجهه ورفعت يديها وشكرت الله على عطيته مهما كانت، واحتضنت الطفل فى صدرها وهمست إليه أنت ابنى مهما تكون.
ومع الأيام واجهت الام صعوبات كثيرة من خلال مضايقة أصدقائه وجيرانه واقربائه إلّا إنها دائما كانت مبتسمة فى وجهه وداعمة له.
لن تنسى تلك المرة التى رمى بنفسه فى أحضانها باكيا من استهزاء أحد أصدقائه عليه، وتسميته بالوحش، إلّا أنها قالت: أحبك مثلما ما أنت.
رغم هذة الأعاقة إلّا أن أداؤه كان متميزا فى الدراسة، حتى دخل كلية مرموقة، يدرس السياسة والعلاقات الانسانية.
وفى أحد الأيام كان والده جالساً مع أحد الجراحين المشهورين، فحكى له مأساة ابنه وقال له الطبيب:إن هناك عمليات نقل للاذنين، ولكنها فى حاجة لمتبرع. فوافق الأب على إجراء العملية حينما يظهر أي متبرع.
وبعد فترة من الزمن، اتصل الطبيب بالأب، وقال: لقد وجدنا المتبرع لإجراء العملية لابنك.
سأل الأب من هذا حتى اشكره، فرفض الطبيب ذكر اسمه، بناءاً لرغبت المتبرع.
واجريت العملية بنجاح، وأصبح الطفل الوحش رجلا وسيما.
وهذه الحالة الجديدة، دفعته للتفوق أكثر وأكثر، حتى أصبح سفيرا لبلاده، وتزوج بمن أحبها، إلا أنه، وبعد سنوات من إجراء عمليته، ظل يتساءل عن الشخص الذي قدم له أذنيه!!!
هل كان متوفى دماغياً، ومن هم ذووه؟
هل كان شخصاً مريضاً؟
أسئلة كثيرة، وبدون أجوبة دائما في خاطره ولا تفارقه أبدا.
سأل أباه عدة مرات عن المتبرع، حيث قال: أنه يحمل له الكثير من التقدير والعرفان بالجميل، ولا يستطيع أن يكافأه
لأنه كان له الدور الكبير في نجاحاته المتعاقبة في حياته.
فابتسم الأب قائلاً له:
«صدقني.. حتى لو عرفته، فلن تستطيع أن توفي له حقه».
وفي أحد الأيام زار الابن بيت والديه
بعد سفر طويل، أمضاه في دولة أجنبيه في إطار عمله.
حمل الابن لوالديه الكثير من الهدايا
كان من ضمن الهدايا قرطان ذهبيان اشتراهما لأمه.
وكانت الدهشة للأم كبيرة عندما شاهدت جمال هذين القرطين.
حاولت رفض الهدية بشدة، قائلة له إن زوجته أحق بهما منها، فهي أكثر شباباً وجمالاً.إلا أن إصرار الابن كان أكبر من إصرار والدته، وأخرج الابن القرط الأول ليلبسها إياه، واقترب إليها، وأزاح شعرها. فأصابه الذهول......
عندما رأى أمه بلا أذنين!عرف الابن بأن أمه هي من تبرع له بأذنيها!
فأصيب بصدمة، وأجهش بالبكاء وضعت الأم يديها على وجنتي ابنها وهي تبتسم.قائلة له: "لا تحزن... فلم يقلل ذلك من جمالي أبداً، ولم أشعر بأني فقدتهما يوماً، فوالله إنك لا تمشي فقط على رجليك، إنما تخطو على قلبي أينما ذهبت...أيها القارئ :مرر على قلبك قوله تعالى: واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا..صدق الله العظيم
مهما بذلت لن تستطيع أن توفي أمك ما قدمت لك من عطاء وإذا كنا ضربنا مثالا بهذه القصة العصرية فخذ هذه القصة القديمة ليتأكد لك هذه المعنى النبيل في ذهنك ،معنى العطاء المنقطع النظير لأمك التي أعطتك عمرها
عن سعيد بن أبي بردة قال: سمعت أبي يحدّث أنّه شهد ابن عمر، ورجلٌ يمانيٌّ يطوف بالبيت حمل أمّه وراء ظهره يقول:
إنّي لها بعيرها المذلّل
إن أذعرت ركابها لم أذعر
ثمّ قال: يا ابن عمر، أتراني جزيتها؟
قال: «لا، ولا بزفرةٍ واحدةٍ».
ثمّ طاف ابن عمر فأتى المقام فصلّى ركعتين، ثمّ قال: يا ابن أبي موسى، «إنّ كلّ ركعتين تكفّران ما أمامهما» والحديث حديثٌ صحيحٌ، أخرجه البخاريّ في ((الأدب المفرد))، وابن أبي الدّنيا في «مكارم الأخلاق»، والبيهقيّ في «الشّعب».
وقوله «إنّي لها بعيرها المذلّل»؛ أي: السّهل المروّض الّذي لا ينفر ، وإنّما يمشي في سكينةٍ ووقارٍ.
«إن أذعرت»؛ الذّعر: الخوف والفزع ، أي: إن نفرت دابّتها الّتي تركبها لم أذعر. وقوله: «لم أذعر» كنايةٌ عن شدّة الطّاعة والحرص على البرّ، مع عدم التّأفّف والتّضجّر من خدمتها.
فهل ترى جازيتها يا ابن عمر؟ بهذا البرّ العظيم
قال ابن عمر: «لا، ولا بزفرةٍ واحدةٍ»؛ الزّفرة: المرّة من الزّفير، وهو تردّد النّفس حتّى تختلف الأضلاع، وهذا يعرض للمرأة عند الوضع والولادة.
وفي هذا الحديث العظيم: ، عظم حقّ الوالدين على الأولاد. والحثّ على خدمة الأمّ مهما بلغت المشقّة.
فاللّهمّ ارزقنا برّ والدينا وارزقنا برّ أولادنا ، ولا تؤاخذنا بتقصيرنا في حقّ والدينا،ربّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين .
محمد سعيد أبوالنصر
إنّ الوَلَدَ مهما أسدى من معروفٍ وقدّم من جميلٍ لوالديه أو أحدهما، فإنّه لا يستطيع أن يوفّي حقّهما؛ ولكنّ الأمر كما قال النّبيّ ﷺ: «سدّدوا، وقاربوا، وأبشروا». اسمح لى أن أقص عليك هذه القصة والتي بعنوان
أم بلا اذنين .... بعدماأفاقت الأم من نومها إثر ولادة مؤلمة طلبت من الممرضة رؤية ابنها الذى انتظرته لشهور طويلة، احضرته لها الممرضة ثم خرجت، همت الأم برفع الغطاء من على وجهه، أخافها ما رأت ! طفل بلا أذنين....
إلّا إنها ابتسمت فى وجهه ورفعت يديها وشكرت الله على عطيته مهما كانت، واحتضنت الطفل فى صدرها وهمست إليه أنت ابنى مهما تكون.
ومع الأيام واجهت الام صعوبات كثيرة من خلال مضايقة أصدقائه وجيرانه واقربائه إلّا إنها دائما كانت مبتسمة فى وجهه وداعمة له.
لن تنسى تلك المرة التى رمى بنفسه فى أحضانها باكيا من استهزاء أحد أصدقائه عليه، وتسميته بالوحش، إلّا أنها قالت: أحبك مثلما ما أنت.
رغم هذة الأعاقة إلّا أن أداؤه كان متميزا فى الدراسة، حتى دخل كلية مرموقة، يدرس السياسة والعلاقات الانسانية.
وفى أحد الأيام كان والده جالساً مع أحد الجراحين المشهورين، فحكى له مأساة ابنه وقال له الطبيب:إن هناك عمليات نقل للاذنين، ولكنها فى حاجة لمتبرع. فوافق الأب على إجراء العملية حينما يظهر أي متبرع.
وبعد فترة من الزمن، اتصل الطبيب بالأب، وقال: لقد وجدنا المتبرع لإجراء العملية لابنك.
سأل الأب من هذا حتى اشكره، فرفض الطبيب ذكر اسمه، بناءاً لرغبت المتبرع.
واجريت العملية بنجاح، وأصبح الطفل الوحش رجلا وسيما.
وهذه الحالة الجديدة، دفعته للتفوق أكثر وأكثر، حتى أصبح سفيرا لبلاده، وتزوج بمن أحبها، إلا أنه، وبعد سنوات من إجراء عمليته، ظل يتساءل عن الشخص الذي قدم له أذنيه!!!
هل كان متوفى دماغياً، ومن هم ذووه؟
هل كان شخصاً مريضاً؟
أسئلة كثيرة، وبدون أجوبة دائما في خاطره ولا تفارقه أبدا.
سأل أباه عدة مرات عن المتبرع، حيث قال: أنه يحمل له الكثير من التقدير والعرفان بالجميل، ولا يستطيع أن يكافأه
لأنه كان له الدور الكبير في نجاحاته المتعاقبة في حياته.
فابتسم الأب قائلاً له:
«صدقني.. حتى لو عرفته، فلن تستطيع أن توفي له حقه».
وفي أحد الأيام زار الابن بيت والديه
بعد سفر طويل، أمضاه في دولة أجنبيه في إطار عمله.
حمل الابن لوالديه الكثير من الهدايا
كان من ضمن الهدايا قرطان ذهبيان اشتراهما لأمه.
وكانت الدهشة للأم كبيرة عندما شاهدت جمال هذين القرطين.
حاولت رفض الهدية بشدة، قائلة له إن زوجته أحق بهما منها، فهي أكثر شباباً وجمالاً.إلا أن إصرار الابن كان أكبر من إصرار والدته، وأخرج الابن القرط الأول ليلبسها إياه، واقترب إليها، وأزاح شعرها. فأصابه الذهول......
عندما رأى أمه بلا أذنين!عرف الابن بأن أمه هي من تبرع له بأذنيها!
فأصيب بصدمة، وأجهش بالبكاء وضعت الأم يديها على وجنتي ابنها وهي تبتسم.قائلة له: "لا تحزن... فلم يقلل ذلك من جمالي أبداً، ولم أشعر بأني فقدتهما يوماً، فوالله إنك لا تمشي فقط على رجليك، إنما تخطو على قلبي أينما ذهبت...أيها القارئ :مرر على قلبك قوله تعالى: واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا..صدق الله العظيم
مهما بذلت لن تستطيع أن توفي أمك ما قدمت لك من عطاء وإذا كنا ضربنا مثالا بهذه القصة العصرية فخذ هذه القصة القديمة ليتأكد لك هذه المعنى النبيل في ذهنك ،معنى العطاء المنقطع النظير لأمك التي أعطتك عمرها
عن سعيد بن أبي بردة قال: سمعت أبي يحدّث أنّه شهد ابن عمر، ورجلٌ يمانيٌّ يطوف بالبيت حمل أمّه وراء ظهره يقول:
إنّي لها بعيرها المذلّل
إن أذعرت ركابها لم أذعر
ثمّ قال: يا ابن عمر، أتراني جزيتها؟
قال: «لا، ولا بزفرةٍ واحدةٍ».
ثمّ طاف ابن عمر فأتى المقام فصلّى ركعتين، ثمّ قال: يا ابن أبي موسى، «إنّ كلّ ركعتين تكفّران ما أمامهما» والحديث حديثٌ صحيحٌ، أخرجه البخاريّ في ((الأدب المفرد))، وابن أبي الدّنيا في «مكارم الأخلاق»، والبيهقيّ في «الشّعب».
وقوله «إنّي لها بعيرها المذلّل»؛ أي: السّهل المروّض الّذي لا ينفر ، وإنّما يمشي في سكينةٍ ووقارٍ.
«إن أذعرت»؛ الذّعر: الخوف والفزع ، أي: إن نفرت دابّتها الّتي تركبها لم أذعر. وقوله: «لم أذعر» كنايةٌ عن شدّة الطّاعة والحرص على البرّ، مع عدم التّأفّف والتّضجّر من خدمتها.
فهل ترى جازيتها يا ابن عمر؟ بهذا البرّ العظيم
قال ابن عمر: «لا، ولا بزفرةٍ واحدةٍ»؛ الزّفرة: المرّة من الزّفير، وهو تردّد النّفس حتّى تختلف الأضلاع، وهذا يعرض للمرأة عند الوضع والولادة.
وفي هذا الحديث العظيم: ، عظم حقّ الوالدين على الأولاد. والحثّ على خدمة الأمّ مهما بلغت المشقّة.
فاللّهمّ ارزقنا برّ والدينا وارزقنا برّ أولادنا ، ولا تؤاخذنا بتقصيرنا في حقّ والدينا،ربّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق