الجمعة، 31 يناير 2020

دقّة التعبير القرآني في استخدام الألفاظ ( الترابط بين الآيات ) بقلم الكاتب / المهندس خليل الدولة

دقّةُ التّعبيرِ القرآني في استخدامِ الألفاظ (التّرابطُ بينَ الآيات) 
 قالَ تعالى (مَن عَملَ صالحاً مِن ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فَلَنُحْييَنّهُ حياةً طيّبَةً ولَنَجزيَنّهم أجرَهم بأحسنِ ما كانوا يعملون # فإذا قرأتَ القرآنَ فاستَعِذْ باللهِ من الشيطانِ الرّجيم) سورة النحل الآيتان ٩٧ و ٩٨.
 يُخبرُنا سبحانَهُ أنّ أيّ شخصٍ سواءً ذكرًا كانَ أو أنثى يعملُ الصّالحاتِ وهوَ مؤمنٌ بوحدانيّةِ اللهِ تعالى مقِرٌّ بعبوديّتِهِ لهُ مطيعٌ لهُ في كلّ ما يأمرُ وينهى سبحانَهُ فإنّهُ سيُحييهِ حياةً طيّبَةً أي حياةً ملؤها القناعةُ والإطمئنانُ إلى موعودِ اللهِ والرّضى بقضائهِ سبحانَهُ إضافةً إلى ما ينتظرُه من الجزاءِ الأُخرويّ العظيمِ بدخولِ الجنّةِ والخلودِ فيها، ثمّ بيّنَ سبحانَهُ أنّ مَنْ أرادَ قراءةَ القرآنِ فعليهِ بالإستعاذةِ بهِ من الشيطانِ الرّجيمِ تحصينًا لنَفْسِهِ من وساوسِهِ وشرورِهِ.
 وعندَ التّمَعّنِ في الآيتينِ أعلاهُ نجدُ انّهُ سبحانَهُ أمرَ بالإستعاذةِ من الشيطانِ عندَ الشّروعِ بقراءةِ القرآنِ بعدَ بيانِ جزاءِ الايمانِ والعملِ الصّالحِ فهل هوَ انتقالٌ من موضوعٍ إلى آخرَ لاعلاقةَ لهُ بسابقهِ أم أنّ هناكَ ترابطًا بينَهما؟
 والجوابُ نعم هناكَ ترابطٌ وثيقٌ بينَ الآيتينِ من حيثُ أنّ قراءةَ القرآنِ هيَ من أوكدِ الاعمالِ الصّالحةِ عندَ اللهِ تعالى حيثُ يأتي القرآنُ شفيعًا لأصحابِهِ يومَ القيامةِ إضافةً إلى ما يشعرُ بهِ قارئهُ من السّعادةِ والطمأنينةِ فيحيا تلكَ الحياةَ الطّيّبةَ التي لامعنى للحياةِ بدونِها، فانظرْ إلى التّرابطِ الوثيقِ بينَ الآيتينِ وقل سبحانَ الذي وسِعَ كلّ شيءٍ عِلما.
المهندس خليل الدولة
٢٠٢٠ //٢٨/١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون