السبت، 15 فبراير 2020

طوق الياسمين ... قصة قصيرة بقلم الكاتبة / شيماء حجازي

طوق الياسمين " قصة قصيرة"
🌺شيماء حجازي🌺
لفت نظري حينما كنت أسير في أحد شوارع مدينتي الساحرة ، زهرة الياسمين المائلة من نافذتها كأنها تود الحديث إلي ، كل صباح تهمس لي بكلمات حب وتترك لي حيرة من أمرها ، ، كلما مررت من أمام بيتها تثقل خطواتي ، لا أود التحرك سرقت قلبي حينما رأيتها للوهلة الأولى ، ترى ما حدث بقلبي بعد هذه السنوات الطويلة ، أصبح قلبي ملك هذه الفتاه ، جمالها ورقتها قد خطف قلبي قبل عيني كومضة وتختفي عن عيني مجددا !! فى الزقاق الضيق تسكن فتاة أحلامي المتأخرة وقد كسى الأبيض شعرى !! تأخذني تنهيدة طويلة وصمت قاتل بين حنايا قلبي المغلق لسنوات ، مزقت الوحدة مشاعري وتناسيت أن بداخلي مازال قلب ينبض بالحب ، لكنه جاء متأخرا كعادته ، احترت في أمري قليلا اجلس في بيتي وحيدا كل ليلة لاصوت غير صوت مدفئتي وطقطقت نيران حيرتي وحبي ، أحاول الهروب مجددا كل مرة من فكري ، يسرق عيني النوم رغما عني بعد أن أرهقني التفكير بها ، وفي الصباح أذهب لعملي واحتسي فنجان قهوتي وأتصفح جورنالي اليومي ولكن فكرى مازال مشغولا بها يطاردني وجهها الجذاب لم يفارقني أشعل سيجارتي ، اقف أمام نافذة مكتبي ، يراقبني بصمت صديق لي ينتظر أن أبوح له بما يؤرقني ، أرى بعينه حديث وكأنه يشعر بما فى خلجات نفسي وشرود فكري ، في هذا اليوم غادرت عملي قبل انتهائه ، وطلبت من صديقي أن يقابلني في مقهى في وسط بلدتنا كما تعودنا الذهاب إليها ليلا نحتسي قهوتنا ونتبادل أطراف الحديث عن ذكرياتنا وشبابنا ، تركته وذهبت إلي بيتي ، لأستريح من فكري قليلا إلى أن أقابله ، في تمام الساعة التاسعة مساءا وجدت صديقي ينتظرني ويبتسم لي !! وكأنه يعلم ما سوف أخبره به ، ما أجمل أن يكون لك صديق مخلصا بنكهة أخ ، أهدته لك الحياة ، جلست أمامه والحيرة كادت أن تلتهم قلبي ! لا أدري من أين أبد حديثي ؟؟ بعينيها أم برقتها ، ينصت لي صديقي الذي عرفته منذ طفولتي واعتاد مني البوح والضحك ، ولكن سرعان ماتغيرت أحوالي رأسا على عقب ، هذا الحب الذى فارقته منذ أعوام يعود مجددا أقوى مما سبق يطرق أقفال قلبي من جديد، وكأنه يعاندني ليفتح نوافذ قلبي المظلمة ، وجدارنه المتهالكة ، من خراب الوحدة والنسيان ، لماضي قد مر وحاضر قد دفن لغربة روح واحتضار قلب !! ظل صديقي صامتا يجيد الاستماع ، وأنا مازلت ألمح له وكأنه ليس لي حق في أن ينبض قلبي مرة ثانية ، هذا ما كنت أخشاه أن تصفعني الحياة وتواجهني به ، اختصر صديقي على الحديث قائلا : أنت تحب وأنا أعلم بحالك منك لقد تغيرت كثيرا في الأيام الماضية ولكن للأفضل ياصديقي ، الحب يجعلنا نشعر بالحياة يروي قلوبنا المتعطشة ، وتنير به عتمة وحدتنا ، أصبحت أنا مستمع جيد له ، وابتسم لكلامه الذي اعتدت منه أن أجد معه راحتي دائما ، حدثني عما يدور بعقلي وما أخفاه قلبي عنه، قد نسينا قهوتنا الساخنة حتى بردت كما برد قلبي من حيرته، صمت صديقي فجأة ينظر في هاتفه ، ويبتسم لم أكن أنا المقصود بهذه الابتسامة ، ترى لمن هى إذن ؟؟ لم ألح عليه سؤلي لكي أعلم ما وراء هذه الابتسامة ، التفت إلي مرة ثانية ويواصل حديثه معي ، لكنني ظللت مندهشا من تصرفه ، مر بنا الوقت مسرعا دون أن نشعر ، انصرفنا عن المقهى وكلا منا ذهب إلى بيته ، قبل أن تغمض عيني جفنها وانا مشتاق للراحة والنوم بعد صراع طال بينهما ، يأتيني اتصال من صديقي ، لنكمل سهرتنا في هاتفنا ليقل لي أنه لا يستطيع النوم بسبب فتاه أحبها ، تتعالى الضحكات بينهم وهذا ما جعله يبتسم لهاتفه في المقهى ، أنهما أرادو الفرار من الحب ولكن هيهات هيهات ، إذا دق الحب قلبك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون