(( وينهج الشعر ))
أوراقي البيضاء سجادة الفكر
وصلاة الوطن المثقوب على أسنة الرماح
والقلم العابد مصلوب على قبلة الرياح
يهرطق الحروف مابين السطور
وينهج الشعر من علقم المداد
يلج ربيب السجون قوانين الوجع
وبوابات الجحيم أعدمها بكرباج الظلم
وسيف السياف صارم ومصقول
يتحين الفرصة
يتمتع بالحرأة
يتفنن في جز أعناق الكلام
تعنيني أغاني العصافير على شرفة الصباح
وشروق شمس الصبح على القضبان
نواح الثكالى,,
هدير الموج على الضفاف
تتثائب الحروف من السهاد
ويتلكأ الصراخ على منحدرات
الدم المسفوح
و على روابي الأمس يتشظى
البارحة غادرنا باكياً لاعناً شاتماً
ناقماً شامتاً على موت القديس
تهادن الحروف القاتل
كي يستقيم لسان النوم في العيون
تتوعك القصيدة من ثوب الدنس
الذى غطى جسد الحكاية ببرقع الترميز
الموت آخر وجه للألحان المخنوقة على شفاه الأوتار
وآخر شبر لقيثارة الأمل البعيد
ولترانيم الحياة الأبدية على نسمات الوعود
تراكمت دموع السماء في العيون
وانهمرت في فترات الشتاء الكئيب
من الملح تسقى الزهرة العطشى
حنين في تربة القلب الدافيء
ولشقائق النعمان لون البنفسج
تصبغ بالحناء من الجرح الدامي
أصمت أيها الوجع الممتد كالخنجر المسموم
في زوبعة العيون المخزقة
الممنعة والممعنة النظر إلى الشعلة الحمراء
وتمدد على سرير الصمت الأخرس
والفظ أنفاسك الأخيرة
وقبل إعلان موتك ,,
اجعل شكل الغزالة وشماً على زند
غجري عاشق للبراري
وللخيول السائحة في الغابات
وارسم شكل الرغيف على بطن
طفل بائس أضاع ثدي أمه تحت الأنقاض
لا تسعل كالمسلول أكتم سعالك المسموع
ففي جلبة الحروف يعلو صوت البارود
يختفي صوت السعال المخنوق
في زنازين القصيدة مقضومة الحنجرة
فالترحل لعبة السياسين عن الخريطة
فالأرض عذراء شريفة
خضرة المراعي تناغي الفراشات الطليقة
من التراب ينتفض العشب الجريح
ويحلق في السماء كالباز الجارح
ومن العار والغبار سيمسح مرآة السنين الكئيبة
قد باعوا جلدك لصانع الكنادر ليصنع بسطارا
يدوس على الأجساد
وباعوا شعر رأسك ليخيطوا بذلة للسجان
تزمل بعباءة الصمت وامضع القهقة في الصدر
وابتلع حذوة العبيد
واشرب قهوة انتصاراتك نخباً في خوذة الحلم
وانتشي نشوة الصمت بهدوء
الشاعر غسان أبو شقير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق