الأحد، 15 مارس 2020

قصيدة الموت الأعذب .للشاعر / عصام كمال

قصيدة الموتُ الْأَعذَبُ على بحر الكامل شعر : عصام كمال
......................................................
الْمَوتُ الْأَعْذَبُ
بَانَتْ لَهُ مِنْ بَينِ عٌشْبٍ وَارِفٍ = وَ الحُسْنُ فِي زَهْوٍ ، وَ كِبرٍ يُطْرِبُ
فِيِهَا الشَّبَابُ رَبِيْعُهُ مُتَوَرِّدٌ = ثَمَرُ المُرُوجِ ، وَ كُلُّ عُودٍ طَيِّبُ
عَينَانِ مُشْرِقَتَانِ فِي عَينِ الضُّحَى = أَسْمَى بَهَاءً فِي العُيُونِ وَ أَعْجَبُ
شَقرَاءُ فِي الْأَدغَالِ طَاغٍ سِحْرُهَا = عَذْرَاءُ عِندَ خَمِيلَةٍ تَتَخَضَّبُ
تَهفُو القُلُوبُ لَهَا ، وَ تَرجُو وَصْلَهَا = وَ اْلأَرضُ تَعْرِفُهَا ، وَ وَادٍ أَرْحَبُ
وَ المَاءُ تَشرَبُهُ فَيُصْبِحُ عَسْجَدًا = تَخْتَالُ وَ الْخُيَلَاءُ فِيهَا أَعْذَبُ
( ذِئبٌ ) يَجُولُ وَرَاءَها مُتَلَصِّصًا = يَرنُو إِلَيهَا ، وَ الخَمَائِلُ تَحْجُبُ
اخْتَارَهَا مِنْ بَينِ أَلفٍ مِثلِهَا = وَ كَأنَّهَا أَمَلُ الحَيَاةِ ، وَ يُرْغَبُ.
حَتّى اغْتَلَتْ بِدِمَائِهِ شَهَوَاتُِهُِ = وَجَرَى بِعَزمٍ كَالقَضَاءِ ـ فَتَهْرَبُ
وَعَدَا إِلَيْهَا مُسْرِعًا ، متُخَطِّيًا = كُلَّ الصِّعَابِ وَ خَوفُهَا يَتَعَقَّبُ
دَمعُ الْعذَابِ أَمِ الفِرَاقِ رَوَى الرُّبَا = غَوثٌ يَضِيْعُ ، وَ لَا حَبِيبٌ يَقْرُبُ
شَقَّتْ مَجاَهِلَ حَولَهَا ، فَتَعَثَّرَتْ = نَظَرَاتُهَا مِنْ مَوتِ دَانٍ تَغْرُبُ
يَقضِي عَلَيهَا الغَدرُ وَهْيَ بَرِيْئَةٌ = نَهَمًا لِيَفْجُرَ ، وَ الحَقِيقَةُ تَندُبُ
أَينَ الرِّفَاقُ ، وَ أينَ بَعْضٌ مِنْ وَفَا = وَ يَدُ المَناَيَا ، وَ القَضَا تَتَعجَّبُ
وَ تَقَرَّقُوا دُونَ الصُّمُودِ أَوِ الفِدَا = وَكَمَا السَّحَابُ العَارِضُ الْمُتَشَّعِبُ
تَحْنِي الحَقَائِقُ لِلْجُنُونِ رُؤوسَهَا = بَعْضُ الثَّوَابِتِ فِي الحَيَاةِ تَقَلُّبُ
وَ دَمٌ كَنَهْرٍ ، وَ الوُجُودُ مُصَفِّقٌ = وَ الْكُلُّ مِنْ دَمْعِ الْأَسَى يَتَطَيبُ
هِيَ نَشوَةُ الْأَشرَارِ حِينَ تَسَلًّطٍ = دَرْبُ الخَدِيعَةِ و الفَنَا تَتَرَقَّبُ
وَ كَأَنَّمَا بَينَ الفَنَا وَ بَقَائِهِمْ = وَعدٌ بَغِيْضٌ لِلْخَلِيقَةِ مُذْئَبُ
وَإِذَا انْتَهَى الحُبُّ الَّذِي أَروَى الَدُّنَا = فَالمَوتُ فِي عَيْنِ الضَّحيَّةِ أَعْذَبُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون