تجلِّيات المولد
يا قوتَ روحي : المريدُ تَضَوَّرا
فغِذاؤُهُ القلبيُّ أضحى كوثرا
بفنائهِ في العشقِ يحيا عارجاً
يَسمو وللأصلِ الأصيلِ تخيَّرا
بِصَلاحِ نَفسِكَ في جميعِ خِصالها
كُشِفَتْ لها الأسرارُ مِن بَعدِ الكَرى
والنَّفسُ لَو في سوئها أمّارَةٌ
تقويمُها زُهدٌ كغُصنٍ أزهرا
فالصدرُ بحرٌ قد تلاطَمَ موجُهُ
وشِراعُ من ملكَ البصيرةَ أبحرا
تتلألأُ الأنوارُ في ملكوتِهِ
عينُ الحقيقةِ في فؤادٍ أبصرا
ومسافرُ الأكوانِ في تسبيحهِ
يَمضي وبالذِّكرِ الحكيمِ تَسَوَّرا
خصبُ السريرةِ في الهوى لو كانَ في
زرْعِ البذورِ على الصخورِ لأثمرا
فعليهِ زجرُ النفسِ ساعةَ غَيِّها
حتى يَزولَ عن المُحِبِّ تَكَبُّرا
كُحلٌ لعينِ القلبِ يُظهِرُ ما خَفا
بجلائهِ الأبصارُ عَمّا لا يُرى
في حضرةِ الأرواحِ روحٌ سبَّحتْ
في الحبِّ هامَتْ والهُتافُ تكرِّرا
نفخَتْ بها روحُ الإلهِ صبابةً
نالَتْ رِضاهُ فانجلى ما كَدَّرا
في مولدِ الهادي تَجَلّى في العُلا
صَلّى على خَيرِ الأنامِ وأكثَرا
وسَرى حَديثٌ ضَجَّ في أرجائِها
فبِطاحُ مكَّة طافَها مَنْ بَشَّرا
وقصورُ أرضِ الشّامِ شَعَّ ضِياءُها
إيوانُ كِسرى في العراقِ تَكَسَّرا
مَلأُ المَلائكِ يَومَ مَولِدِهِ زَها
بِقُدومِهِ حَمَدَ الإلهَ وكبَّرا
بكري دباس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق