عــــــــزاءٌ واجـــــــــــبٌ
*************
عزائي الوحيدُ إليكم بكائي
ونفسي وقلبي وخبزي ومائي
عزائي إليكم لهذا الحبيبِ
بأني سأبكي أحرَّ البكاء
فهذا الحبيبُ أحبَّ الجميعَ
فماتَ لموتِهِ نبعُ الصفاء
فعذرًا لأنَّ المماتَ سجلٌ
سجلٌ أمينٌ بدنيا الفناء
سجــلٌ أميــنٌ أراهُ ولكنْ
بفقدِ الأحبةِ يأتي المساء
فمن ذا سيخلدُ فيها ويبقى ؟
ومن ذا سيمنعُ حكمَ القضاء ؟
دعوني لشأني وصبُّوا بحلقي
كؤوسَ المرارةِ دونَ انتهاء
دعوني لأبكي عليه وحيدًا
فحتمًا يجوزُ عليهِ البكاء
يجوزُ عليهِ البكاءُ الشديدُ
فكيفَ نضنُّ ببعضِ الدعاء
عزائي الوحيدُ إليكم بكائي
فلا ترغموني لنسجِ الرثاء
فهذا الصديقُ العزيزُ لدينا
أراهُ يجــودُ بكــلِ العطاء
فلما رموهُ بدارِ الأفاعي
رأيتُ الدموعَ ببطنِ السماء
أتــاني يئــنُّ ويبكى فقلتُ
كفـــاكَ دموعًا فهذا شقاء
فمن ذا سيدري لعلَّ الأمورَ ؟
تجيءُ إليكَ ببعضِ الوفاء
فإنْ كنتَ ترغبُ في جمْعهنَّ
فحتمًا ستلبسُ نفسَ الرداء
فقالَ رويدًا وراحَ يئنُّ
فجئتُ إليهِ بكلِّ الدواء
فقالَ كفاكَ لأنِّي مريضٌ
أردتُ الحياةَ بغيرِ التواء
فهاجوا وصالوا علىَّ وقالوا
نراكَ تهيمُ بقبضِ الهواء
فقامَ وقالَ إليكم مماتي
لأنِّي كرهتُ حياةَ النساء
------------------
شعر / حمودة سعيد محمود
الشهير بحمودة المطيري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق