فلسطين مَسْبَحة إبليس
بقلم الشاعر عبد العظيم كحيل
فلسطين مَسْبَحة...
أرضها، شعبها، ومقدساتها
كلّها حَبّاتُ المِسْبَحة،
و"الخَيْطُ" بيدِ السَّفَلَةِ المنافِقين!
كلما أرادوا خيانةً،
استسلامًا، أو تسليمًا،
وخسارةً جديدةً من الحقوق،
يطلُّ علينا الزعيمُ المُفدّى!
على صدره نياشينُ،
وعلى أكتافه وسامُ الصمودِ المصنوع!
رجلٌ كفءٌ، بَطَلٌ، لا يخشى الميادين...
يطلُّ علينا الزعيمُ المُفدّى!
قدّسَ اللهُ سرَّه...
واقفًا، مُنتصبًا، يخاطبنا:
يا شعبَنا!
يا أهلَنا في فلسطين!
يا شعبَ الجبّارين!
لقد وهبنا أنفسَنا،
وشعبَنا، وجيشَنا،
وبخاصةٍ: "أنا، أنا، أنا..."
أنا منكم، وإليكم، وأنتم إخوتُنا!
أرواحُنا فِداكم...
لو بقيَّ واحدٌ منكم فقط،
فإني ناصِرُكم!
اصبروا، وصابروا، ورابطوا...
ففِي حِماكم أقصانا!
الله معكم... ونحن معكم،
على كراسينا ندعو لكم:
"اللهم انصر هؤلاء المستضعفين..."
يا زعيم!
مساجدُ فلسطين
تحوّلت إلى خمّاراتٍ ومراقص،
وبُنيانُها هُدِم،
والمسجدُ الإبراهيمي؟
لا بأسَ إنْ أخذه ابنُ عمّنا!
واليومَ... الأقصى!
وكلَّ يومٍ... في خطر!
اليهوديّ على عتباته،
بل في داخله، يُصارِعُنا،
يَصرَعُنا في دارِنا ومسجدِنا!
يريدُ القُدسَ "يهوديّة"،
ويُهوِّدُ "قُدسَ الأقداس"!
قبلتُنا الأولى!
بعد أن سلبَ الأرض،
وانتهكَ العِرض،
وقَتَلَ أبناءَنا، وهجَّرَنا،
الصهاينةُ أبناءُ اليهود،
مع حلفائهم الصليبيين الجُدد،
استخفّوا بكم وبنا!
القتلُ والدمارُ يعمّ أوطانَنا...
وأنتَ، أيها الزعيم،
تضحكُ علينا!
تتاجرُ بنا، وبدمائنا!
كلّما اهتزّت عروشُكم،
أو ثارت عليكم شعوبُكم،
قلتم عنهم: "مأجورون، خونة!"
وأنتم، ما شاء الله... الأطهار!
شجرةُ العائلةِ تصلُ للرسول!
نسبُكم مسلمين "ابن عن جد"،
قرونٌ مرت... نَبَتَت فيها قُرون!
ودليلُكم أنَّ والدكم
أجرى طُهورَكم وأنتم أطفال!
أخشى أنْ يأتي يومٌ
تُخرجون فيه الدليلَ علينا!
لا... لا... لا...
كفى فضائحَ!
لا نريد دليلكم،
عُلِم!
بخَتْمِ خِتانِكم تجري أمورُنا!
يا زعيم!
كنا أمّةً واحدة،
وأصبحنا أوطانًا...
بشعوبٍ في زواريب المتاهات،
مختلفةِ الثقافاتِ والأعراف،
مُزّق جَمعُنا!
من "أمة" إلى "شعوبٍ متفرقة"،
إلى "الوطنِ الابنِ الصغير"،
وللوطنِ... زعيمٌ أَلَّهَ نفسَه،
وحاشيتُه وبِطانتُه والجهلةُ يعبدونه!
من تحتِ "بنطاله" يحكمُنا،
ويمنُّ علينا:
أنه بخَتْمِ خِتانِه يُميتُنا أو يُحيينا!
عبدتُه سَفَلةٌ جهَلةٌ منحطّون،
أدمغتُهم من طين،
عَبَدةُ الأعضاء!
إلى ما قبل إسلامِنا عُدنا،
عبّادَ الوثنِ، والأنصابِ، والأزلام!
تركنا عبادةَ اللهِ الواحدِ الأحد،
وعبدْنا مشايخَنا، علماءَ السلاطين!
رَكِبهم الشيطان...
فَرَكِبهم الزعيمُ المُفدّى!
عبد العظيم كحيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق