حبيبتى والغزاة /قصّه
حين أمسك بالقلم وأريد أن أخط بعض الكلمات وبعض العبارات التى تترجم شىءٌ ما يجول بصدرى ، أجد نفسى مرغماً على الكتابه عنكِ أنتِ .
فأنتِ محور كل كلماتى ونبضاتى .
وانسكبت كل الأفكار تباعاً على وجه الأوراق التى أمامى ...أفكار حائره ... بمشاعر ساخنه ملتهبه .
وجذبتنى الأفكار إلى بعض الذكريات التى كانت بيننا ،كيف كانت تمر الأوقات ونحن معاً لا نشعر بالزمن، ولا نشعر بالخلق من حولنا .
كُنّا كعصفورين يتناغمان فوق غصنٍ من الأشجار ، تغمرهما السعاده والشعور بالحرية والإنطلاق .
يشعران أن السماء لهما وحدهما ، وأن الأرض لهما وحدهما .
كانت كلماتك لى عبارة عن تراتيل عشق لا تنضب ، وكان صمتك عبارة عن تسابيح قلب لا يعرف غير الحب ، ولم يذق طعماً غير طعم الحب .
ولكن كما أن لليوم الواحد نهارٌ وليل يتلاعبان بالأوقات والأمزجة والمشاعر والسلوك... فكانت حالتك كذلك بمجرد أن تتركي روضتى وتنصرفين من أمام عينىّ وتسيطر على أذنيك كلمات بعض من تظنّينهم أصدقاء تحملك كلماتهم إلى خارج البرواز ، إلى خارج الصندوق ، إلى خارج العالم الإفتراضى الذى تعيشين فيه معى ، وأشعر أنّكِ شخصٌ آخر لا أعرفه ، عقلٌ لا أعرفه ، قلبٌ لا أعرفه ، حتى نبرات صوتك أشعر أنها إنصبغت بشىء لا أعرفه .
وحين يداهمنى الغضب وتفلت منى بعض الكلمات الثائرة الباحثة عنكِ داخلك
فى عينيكِ ...فى وجدانكِ .....فى عقلكِ ...أجدكِ كالعائد من غربةٍ بعيده ، كالفائق من تأثير مُخدّر ، تُهمهمين ..وتتسائلين ببراءة :
ماذا حدث ؟
ومن فعل بى هذا ؟
وكأنّى يا صغيرتى احتاج لأن أُحاصر عقلكِ وقلبكِ وأُذنيكِ وعينيكِ طوال 24 ساعة حتى لا يخترق تلك النوافذ غاصبٌ أو مُحتلٌ أو مثستعمرٌ .
أعلم أنّكِ تنتمين لى كما أنتمى أنا إليكِ ، وأن قلبك كله يستعمره حبّى ومشاعرى
ولكن بكِ ضعفٌ غريب يستغلّه القاصى والدانى ليخترق ذلك الحب المُحصّن بيننا وهو أُذنيكِ التى لا تكف عن سماع أى شىء من أى أحد.
صغيرتى لا عيب أن تضعى فلتراً على أذنيكِ لا يسمح بدخول أى شىء إلى عقلك وقلبك .
صغيرتى ..الأيام تتوالى مسرعه ، مندفعه نحو النهايه ، وأنت كنتِ لى طوق النجاه الذى يمنحنى فرصة الإنتصار على عنف الأمواج وغدرها .
وأنتِ تقولين لى أننى بالنسبة إليكِ العمر الذى تمنيتِ أن تعيشينه ، والحب الذى تمنيتِ أن تذوبين فيه .
فكيف نترك لغزاة لا تعرف غير القسوة والغدر إذابة ما بيننا ؟
وإسالة المشاعر من قلوبنا كما يسيل الدم من وريدٍ مذبوح ؟ ...(تمت)
بقلم / إبراهيم فهمى المحامى
29/12/2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق