.................إزدواجِيّة....................
تغيّرت الأشرِعة
وتعاقب الليل والنهار
وتوارى الجَدْب من وجه الخريف
وجاوز الربيع رَكْبَ الزمن الراكِض
غير أنني ما زِلتُ هُنا
غارِقٌ في غياهِب المجهول
وسنيني لا يجأرُ فيها توقٌ
مُضنٍ لفتنةِ الزهو
ولا تهيّجها حرارة الأسى
صارت مُختلّة ، دون إتزان
عقارِب الزمن توقفت
عند عتبة داري
وظلت السعادة طريقها
وتلاشت كالحلم المنسيِّ
في حين جثى السّديم فوق ظِلّي
احياناً يمشي قبلي
وأحياناً أُخرى بعدي
لا افقه ما سيفعله بي
ولا أُدرِك من سِرّه شيئاً
غير مكتفياً ما اهدره الدهر
كأنه ليس له خياراتٍ
سِوى ان يعفو أثري
ويخلّصني من عار البقاء
آه أيها الراكِض المكتظّ بالإثم
على قارِعة طريقنا
المُحتقِن قلبه بأفراحِنا
والمُدنّس بروح الخِيانة
كيف لنا ان نطوي الأرض
والريح الشارِدة تمتطي عند بابي
وتُلاحِق حُلماً يستشعر تجاعيد الهلاك
ويتناثر من غُبار الغول
كيف لي ان نُعبُر كلّ هذا الوهم
ونحن نستعصي في سوق البلاء
واللئام في برودِ القزّ
يختالون بمترفِ الأزياء
ولا تستشعر ملامِحنا المتلفة؟
لماذا لا تثني عن خِدمتهم
وتنشرا غلالة الجمال في كلّ الأرجاء
وتجعله مُشاعاً لكل البشر؟
بدلاً ان تنتصب لمآرِبهم
وتهوي الى جانبهم
وأنتِ يا زينة الكون في اوجِ الربيع
ما دام خيالك البهيّ بالجمال
يُشعُّ لأخس البشر
وتُخفينَ بأريجكِ عيوبِهم الفاحِشة
فلماذا تبخلين بِقُبلةٍ بمروجِكِ الذهبية
تُهدِّئيين من نحيبي
وتُخلّصيني من آلامي؟
دعيني أجدلك عذراً
إن كُنتُ استحقّ البقاء من عدمه
فلماذا لا تُطلِقين سراحي.........
من دار الشقاء ؟
........................جمال العامري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق