المبدأ ــ وشوشه
"""""""""""""""""
حضرات العضوات والأعضاء الكرام :
بداية أعتذر عن عدم تقديم مقالى (وشوشه ) الإسبوع الماضى وذلك لسبب الوفاة الذى كان فى عائلتى حفظكم الله جميعاً .
واليوم إسمحوا لى أن أتحدث معكم عن قيمه جديده هامه لا تقل عما قيل فى الضمير والصدق ألا وهى المبدأ ........... فما هو المبدأ ؟؟؟؟؟
المبدأ كما عرفه العلماء والفلاسفه / هو الطريق أو النهج الذى تنتهجه فى سيرك وتنقّلك بين محطات حياتك المختلفه وأحياناً يكون كالخطوط الحمراء التى تقف عندها أى تنازلات طمعاً فى تحقيق هدف ما .
فالمبدأ هو قبولك لأشياء معينه أو عدم قبولك لها إنطلاقاً من قناعات قد تكون عقديه أو إنسانيه ...والمبدأ قد يكون متغيراً عند أناس ولكنه فى الأساس هو ثابت عند أغلب الناس.
فمثلاً : قد يكون مبدئك فى الحياه السعى للحصول على المال فقط ومبدأ صديقك أيضاً جمع المال فقط ولكن أنت مبدئك أن تنشد الحلال فى رزقك مهما كانت ظروفك واحتياجاتك وصديقك قد يقبل بالحلال والحرام لرغبة جمع المال عنده المجرده .
فمجرد وجود مبدأ قد يجعل هناك فروق جوهريه فى الشخصيات التى نقابلها فى حياتنا .
فالمبدأ ( منطق ، موقف ، رؤيا ، قناعه ، إعتقاد ) وهو ليس مما يمكن الحديث عنه ضمن القيم المضافه لأنماط التفكير فى الحياه من منظور السعى المادى للوجود لأنه بطبيعة تشكله فى مساحة الوعى والإدراك ينبع من الإختيار بحثاً عن المطلق فى بعده الإنسانى .
والمبدأ فى الجوهر كل لا يتجزأ فهو إما أن يكون أو لا يكون .
وفى النهايه نقول أن لكل واحد منّا مبدأ بالحياه سواء عام أو خاص ...سواء كان مثل أو قيمه أو مقوله أو آيه قرآنيه أو حديث شريف أو شعار .
وللشخص أن يتبنّى مبادىء أو أمثله متعدده وذلك لعدم إقتناعه بمبدأ واحد أو لتعدد التجارب بالحياه مما تجعل الشخص متبنّى لعدّة مبادىء فى الحياه يتبعها فى حياته وتصبح سمه له بين أقرانه وفى بعض الأحيان قد تتغيّر مع تغيّر التجارب والصدمات والأفراح وتخييب الظن فى حاجات كثيره .
وهناك من الناس من يحتفظ بمبدأه مهما كان الذى يواجهه .
حقّاً هذا النوع الأخير يتعب كثيراً فى حياته ولكنه راسخ بمبدأه لا يتزعزع عنه .
كانوا يقولون قديماً : الرجوله مبدأ .... والحياه مبدأ .... والمواقف مبدأ .
فإلى هذا الحد قيمة المبدأ فى حياتنا إذ من خلاله يتم تحديد صفات الشخصيه ونمطها وأفكارها .، أما أن يعيش الإنسان حياته بلا مبدأ راسخ أو عقيده يؤمن بها ويعيش من أجلها فإن حياته تكون بلا فائده لا لنفسه ولا للآخرين .
أنا عن نفسى لا أميل إلى المبدأ المتحجّر الذى لا يتطور حسب المواقف والأحداث والخبرات والحاله النفسيه للشخص وليس معنى هذا أن أهدم المبدأ داخلى بالكليّه إطلاقاً ولكن هناك مبادىء هى أسس داخل نفوسنا لا نقترب منها وهناك مبادىء قد تشبه العاده فى حياتنا وهذه ما أقصده بإمكانية تغيرها وتعديلها وفق التغيرات الإجتماعيه والحياتيه .
الأصدقاء الكرام بعد هذا العرض السريع لقيمة المبدأ فى الحياه وداخل نفوس البشر أرجو أن نتمسك بمبادئنا وأن نبحث دائماً فى جذورنا العميقه الممتده إلى آلآف السنين فلا يستقم الفرع دون أن يكون له جذر قوى . ,,,,,,
وإلى حلقه جديده مع وشوشه إن شاء الله .
بقلم / إبراهيم فهمى المحامى
28/2/2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق