هناك حيث لملمت ما بقي من ذاكرتها بقلم فاهم الزهيري

هناك حيث لملمت ما بقي من ذاكرتها
وهمّت بالرحيل الاخير
استوقفها تزاحم الناس الذي خيّلَ لها أنه يشبه غربة لاترحب بالقادمين الى
ثناياها .
وإن حسنَ مقامهم.
اطرقت قليلا" متمتمة بصوتٍ هشيم الملامح وكأنها الخيبة الاولى ..؟
تسللت اسوار نبضها .
بين ضجيج المزدحمين على نواصي الرحيل لم تكن لتعلم انه هناك...
يرقبُ رمشيها بشغف النظر.رمته بنظرة باهته .
انفرجت عن شفتيه ابتسامة امتزجت فيها الحيرة والدهشة ..
تقدم خطوات..
مساء الخير.
مساء النور.
كأنك عائدة وتنتظرين من يقلك الى وجهتك
بهدوء قالت:لا
قال:إذن..
قالت:سأرحل حالما يصل القطار.وأنت..؟
أنا اعمل هنا منذ ان رحل اول المارين من هنا ولم يعد ....!!!
قالت:من تقصد...؟
قال:اقصدني أنا...؟
ارتسمت على محياها دهشة واسئلة لا حصر لهافبادر بجدية اكثر...؟
لا عليك سأخبرك بما تسمر في اخيلتك من دهشة .
قالت:لست مجبرا" على ذلك...!!
قال:أنا يا سيدتي....!!!توووووت...تووووت...صوت القطار يقترب
عذرا" عليّ المغادرة الاّن..
حسنا" دعيني اساعدك في حمل حقائبك..
لا بأس...
جلست في المقعد المخصص لها...
تحرك القطار..وعيناه تراقب دخانه يلفظ رؤيته الاخيرة..
الى حد التلاشي..
بعد ساعات..
فتحت إحدى حقائبها
ليقع ناظرها على قصاصة صغيرة...
وتوقيع خطّ اسفله..
ليتهم يعودون....وأنتِ
...
____
______
________

فاهم الزهيري....جرح يتكلم