القصة القصيرة
و رحلت البركة
كانت الام كبيرة السن تعيش مع الإبن المتزوج وكانت الزوجة كثيرة الشكوى من عدم أخذها راحتها في بيتها وأحياناً من تدخل الأم فى شئون البيت وكان الإبن كثير الضجر منها لكثرة شكوى الزوجه له والأم صامته لا تتكلم كانت الزوجة تعمل وعندم تصل كل صباح الى عملها تبدء فى البكاء والشكوى من سوء حظها والعيش مع أم الزوج ويحاول كل من يعمل معها ترضيتها ويدعونها الى الصبر على هذا البلاء كان الزوج يقول لا أعلم حظى كل الأولاد تموت أمهاتهم وأنا مازالت أمى حية وحياتى كلها مشاكل بسببها والأم صامته لا تتكلم ولا تشكو ولا تعاتب وفجاءة ماتت الأم فظن العارفين بهم أن حياتهم أصبحت سعيدة ولكن لم يتغير من أمرهم شيئاً ظلت تبكى الزوجة لكل من حولها ولا تدرى ماذا حدث لها وزادت شكونها لكل من يعرفها لقد أصبحت لا تطيق حياتها كانت عندهم بنت إرتبطت بالجدة التى رحلت وفجآة ماتت هي أيضاً وظلت الشكوى من الرجل ومن المرأة مستمرة وتراكمت الديون على الزوج وكثرة المشاكل بين الزوج والزوجة ولولا تدخل العقلاء من الأقرباء بينهما لحدث الطلاق وأخيراً إتفقا الزوج والزوجة معاً على أن الأم الراحلة أخذت من بيتهم البركة وذهبت عندما ذهبت هى وظل الإبن يسأل الله سبحانه وتعالى أن يسامحه على جهله بفضل أمه وتحامله عليها وهي لا نشكو لأحد وكانت تقول الزوجة أدفع نصف عمرى وتعود هي للحياة وتعيش مرة أخرى معنا وعرفت بين زملاء العمل بأنها من فقدت البركة بفقد أم زوجها.
تحية لكل أم مازالت فى الحياة تضيئ لمن حولها .. ودعوة للحفاظ عليها فهى بركة لا تقدر بالمال لا يصدق هذا القول إلا من فقد أمه البركه ويارب الرحمة على كل أم سبقتنا الى رحمة ربها ونسأل لها الجنه.
ا.د/ محمد موسى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق