أراها إمرأة في
============
أوسط عمرها
طويلة القامة
قمحية اللون
عيونها سواد الليل
شعرها لا تعرف له لونا
من غبار طريق
وثوب جميل
موشحا بلون
أحمر كثير
....................
تصرخ بصوت ممزوج
بدمعة حزن دفين
ما الخطب يا إمرأة ؟
فالحرب انتهت ونحن في
الجبال سائرون
......................
ومن بعد صراخ وتعب وشقاء طويل
انساب الجسد على تراب
في يوم حر شديد
...............................
فامتزجت الدموع بعطر التراب
من تحت قدميها من جسد
كأنه نار تسري في الهشيم
وقالت بصوت خافت ونظرة
ترى فيها هذيان وصل حد الجنون
........................
أين أمي و أبي و أخي و زوجي
و تحاكي دما على الثوب
كأنه مسك عتيق
ثم عادت لصراخ وعويل
على ولد لها ................
و في لحظة ظهر المشود و أخذته في
حضنها ليطفئ نار أشعلها محتل آثيم
..........................................
و سارت به ومرت السنون
و اشتعل الرأس شيبا
و الطفل أصبح كبيرا
و هي تتأمل ثوبا مر عليه عدة سنين
تمسح وجهها و تستنشق منه
عطر دم لا يزال كأنه بالأمس القريب
.....................................
و وصية لها يا ولدي هذا كفني
لبسته يوم زفافي وغدا ليوم الرحيل
لا تغسلوه فهو دم طاهر
لأباك و جدك و عمك الحنون
...............
و أنا لك يا أمي زارع غصن زيتون
و حامل سلاحي و على درب
الأجداد أسير ............
.........................................كلمات الاديب د. رسمي خير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق