الثلاثاء، 28 أبريل 2015

مقال بعنوان جمال الحب يطغى على ما سواه للاستاذ وصفى المشهراوى


(جمال الحب يطغى على ما سواه ) الشعر والشعراء كما الأدب والأدباء كما كل مهنة يتشرف المرء بإتقانها الكل يحرص فيها على الفوز وأن يشار اليه بالبنان ! وان يكون بنيانه سامقاً على كل بنيان ! الا أن مهنة الحرف لها فروقات تختلف عن غيرها من المهن ! حيث أن فنّها عجيب ! فقد تطرب أنت اذا ما كنتَ ذوّاقاً للشعر ببيت من القصيد ينسيك طعامك وأنت جائع ! فقد شبعت روحك من حلاوته وامتلأ رصيد قلبك من نداوته ! بعكس أن ترى ابداعاً من نجّارٍ قد أتقن صنع طاولة ذات هندسةٍ بديعة ! تعرب عن اعجابك بها لكنك لا تعشقها وتترنم بجمالها ولا تصل الى أوردة القلب ليهمس ببوحه عنها ولها ! بل قد تفتح شهيتك على فنجان من القهوة تضعه عليها لالتقاط صورة مثلا ! فالمطلوب من أصحاب الأقلام الذهبية التي تنسج عباءات الحروف وقمصان الكلام ودشاديش الشعر وقلنسوات الجُمَل ! أن يدركوا أن الهش والنش في اللحم والطعام فقط وليس في صناعة الحرف الجميل بلفظه النبيل ومعناه الأصيل ! فلا تملأوا مجلاتنا وجرائدنا وجروباتنا وصحفنا من الكلام أي كلام ! لأن الكلِم اذا لم يتغلغل الى قلوب من تحب يكون مكلوماً وجريحاً يطلب الاسعاف والنجدة والطوارئ والإغاثة ! فيا ايها الكُتّاب والشعراء والأدباء نصيحة أهديها اليكم وأنا أتشبه بحضراتكم ولا أزعم أنني أرتقي عن أيٍّ منكم ! أفيضوا علينا من الجمالات التي تدغدغ أرواحنا وتهدهد قلوبنا ! وتسعد العيون بما تراه على سطوركم فجمال الكلمة عادة يتلألأ مبسمها من رقراق ميسمها ! ولا يتأتى ذاك الا اذا كان الحب يملأصدوركم ! فتأنّوا حين ترون أنكم جاهزون للانطلاق على جياد الحروف للجري على ثبجات السطور ! وليكن معكم من الزاد والريّ والعتاد مالا يجعل خيولكم تلهث ! ولا تنكص على عقبيْها وتعبث ! ولا تتعثر أثناء ركضها ولا تتريّث لتنال الفوز إن لم تكن الأولى ! فلتكن ممن يشار اليها بالبنان والفؤاد واللسان ! طيب الله أثركم وعطر بجميل العون مسعاكم !! بُقلم الأديب وصفي المشــــــــــــــهراوي !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون