السبت، 2 مايو 2015

قيمة الندم ووشوشة .بقلم الاستاذ القدير / ابراهيم فهمى





قيمة الندم ووشوشه 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
وبين اللقاء واللقاء أبحث دائماً فى دولاب الأفكار عن قيمة جديدة أشعر بمدى إحتياجنا لها لأتناولها مع حضراتكم فى لقاء وشوشة .
وهذا الإسبوع إسمحوا لى أن أتناول معكم قيمة الندم .
فما هو الندم ؟؟؟؟
...... فى الموسوعه الحره ( ويكيبديا ) الندم :: هو شعور وردّة فعل شعورى لتصرفات وأفعال الماضى الشخصى للفرد ..... وغالباً ما يشعر الفرد بالندم عند شعوره بالحزن والعار والخجل والإحباط والإنزعاج أو عند الشعور بالذنب بعد إقترافه للذنب .
فالندم منحدر من الشعور بالذنب والذى هو بمثابة صورة شعورية عميقه تشكّلت من الندم والتى من الصعب التعبير عنها بصورة موضوعيه أو مفاهيميه .
والندم لا يعبر عن رفض فعل قد تم من قبل فقط ولكن قد يعبّر الندم عن فعل لم يتم أصلاً .
والندم هو ذلك الثقيل على النفس العاصر للقلب والدامى له ولا أعتقد أن أحداً من البشر قد نجا منه ، فكم أبكانا ، وكم جافى لذيذ النوم عن أحد منّا .
فالبعض يأكله الندم لإحساسه أنه لم يوفّق فى دنيته .
والبعض يأكله الندم لأنه لم يدرس الدراسه التى كان يتمناها .
البعض يأكله الندم لأنه لم يشتغل بالعمل الذى كان يرغب فيه .
والبعض يأكله الندم لأنه لم يرتبط بالفتاة التى كان يحبّها .... وإلى غير ذلك من صور الندم الكثيرة جداً بين الأشخاص .
*ومما ورد ذكره فى كتب التاريخ أنه فى عام 1995 م أخفق أحد سكان مدينة لفربول من الذين كانوا مواظبين على تسجيل نفس الأرقام المختارة فى ورقة اليانصيب كل إسبوع ، فى الإسبوع الذى فازت فيه تلك الأرقام وقد فكّر ( وكان مخطئاً فى ذلك ) بأنه قد فقد الجائزة التى تبلغ عدّة ملايين ولذلك أقدم على الإنتحار .
ولا نستطيع أن نعرف شيئاً عما كان يدور فى فكر ذلك الشخص إلاّ أن بمقدورنا تصوّر مشاعر الحزن التى طغت عليه لا لشىء إلاّ لأنه كان مسئولاً شخصيّاً عن النتيجه ، وهنا يتجلّى أحد تعريفات الندم بأنه //// الإعتراف بالفرق بين الكيفيه التى جرت بها الأمور والكيفيه التى كان بإمكانها أن تجرى لو أننا قمنا باختيار شىء آخر .
* ومنذ اواخر التسعينات من القرن الماضي، استفادت دراسات الندم من وجود تقنيات متطورة للتصوير العصبي. وقد عثرنا على دلائل بان اجزاء الدماغ المسؤولة عن التفكير والمشاعر تصبح نشطة عندما يمر الانسان بحالة الندم. وعلى وجه الخصوص، فهناك منطقة تعرف باسم orbitofrontal cortex OFC،(وهي منطقة في الفص الجبهي تقع فوق مدار العين) قد تكون مسؤولة عن مهمة مقارنة النتائج الحقيقية، مع البدائل المتصوّرة. واظهرت مسوحات الدماغ زيادة في نشاط منطقة (OFC) عندما يشعر الناس بحالة الندم. الا ان المرضى الذين حدثت لهم اضرار في هذه المنطقة من الدماغ، لا يشعرون بالندم، ولا يتعلمون (من تجربتهم) بعد الشعور به
.... وللندم مهمه إجتماعيه عالية الأهميه أيضاً فإننا لا نتعلم فقط من أخطائنا فحسب بل ومن أخطاء الآخرين ...كما أننا نتعلم من النتائج الأفضل عندما ننظر إلى أقراننا وزملائنا أو إلى جيراننا الذين يقومون بإختيارات جيده أو سيئه ، وقد يؤدى هذا إلى الحسد أو الإرتياح وفى كلتا الحالتين فإنه يساعدنا على كيفية تحسين أوضاعنا .
# كيف نمنع الندم من التراكم على حياتنا ؟؟؟
يكون ذلك بأن تتحرك الآن :
ـ إذا كانت هناك عاده سيئه تفعلها فاقلع عنها فوراً .
ــ إذا كنت تريد أن تتقرّب من ربّك فابدأ الآن فوراً .
ــ إذا كانت لديك أهداف تريد تحقيقها فتحرك حالاً وخطّط لها .
$ وأخيراً أريد أن ألفت النظر إلى أن الندم وفقط قد يدمّر كيان الإنسان وذاته ووجوده أمّا إذا تحوّل الندم إلى طاقة عمل فإنه سيجعل من صاحبه شخصاً آخر لديه كل إمكانيات النجاح ودوافعه ومقوماته .
وما أحوجنا إلى العمل الجاد ونحن فى ذكرى عيد العمال ، لا نلتفت إلى صيحات الإحباط والفشل ( من يعمل فى عمل لا يرق له ـ ومن لا يرق له راتبه ـ ومن لا يرق له رئيسه بالعمل ) ... أنا لا أقلل من هذه المشكلات ولا أسخر منها ـ حاشا لله ــ ولكن يحتاج المجتمع إلى طاقة عمل فى كل شىء .
التلميذ فى مدرسته .. والصانع فى مصنعه .. والزارع فى حقله .. والجندى فى ميدانه .. والأستاذ فى وسط تلاميذه .. والباحث فى معمله .. إلى غير ذلك من الأنشطه التى يحتاج إليها المجتمع .
كل ذلك قد يتحقّق حينما يتحوّل كل منّا بلا تمييز إلى ترس فى عجلة إنتاج كبيره .... نجعل من الندم على ما ضاع وما فات طاقة عمل .
ومما يساعد على تحقيق ذلك المناخ الذى أنشده وينشده كثيرون غيرى العدل والمساواه وتحقق الفرص للجميع والأمن والحفاظ على الحقوق والتصدّى لكل بؤر الفساد والمفسدين الذين بافعالهم يرعون مشاعر الندم والإحباط والحزن داخل نفوس فقدت الكثير من الإيمان بالذات والثقه بالنفس بسبب نيران ندم قد لا يكونوا هم سبب نشأته داخل نفوسهم .
وإلى لقـــــــــــــــــــــاء آخــــــــــرمع وشوشه إن كان فى العمر بقيّه .،،،،
بقلم / إبراهيم فهمى المحامى
1 / 5 /2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون