قصة قصيرة
..............." غرفة 403" ..........
كنت اتمنى الخروج من هذه الغرفة طوال عشر سنوات ، عشرة سنوات وانا اتنقل بين جدار الى جدار ومن اعلى السرير ذو المرتبة الجلدية ذات الرائحة النتنة الى الارض ذى البلاط البارد العتيق ، ابقى وحيدا بالساعات وقد يكون بالايام الا عند اوقات الطعام ، قد ارى وجه الممرضة التى يملئه التجاعيد التى نقشتها يد الزمان ، واحيانا يمر الطبيب لتفقد حالتى بين الحين والاخر ينظر الى يكتب تقارير ثم ينصرف ، قد اخرج مرة يوميا لمدة ساعه فى حديقة المشفى وقد لا اخرج لاسابيع او لشهور لقد توقفت عن حساب الوقت منذ سنوات فالوقت هنا ليس له فائدة تذكر ، والان جاء موعد خروجى هم يقولون اننى انتهيت من الشفاء وعلى استعداد للخروج ، جاء اولادى لااخذى الى البيت ، كنت انتظر هذا اللقاء منذ عشرة سنوات كنت اعتقد انهم سايقبلوننى ويرتمون فى احضانى ولاكنى وجدت فيهم غلظة وجفاء لم ارى مثله ، خرجنا من المشفى وانطلقنا فى احدى عربات الاجرة ، الشوارع اختلفت كثيرا ،الشوارع مزدحمة كثيرا ، نساء عاريات ، رجال يسبون بعضهم وقد يقتلون بعضهم لاتفه الاسباب ، والتجار يخمون الناس فى البيع ، ولا يوجد رادع لاحد كل يفعل ما يحلو له "كسرك كبير دخلت فيه كل الفقرات جملة واحدة فلا تكاد ترى احد ولا تعرف ماذا يقدمون" لا اعرف لما اخرجنى اولادى من المشفى ولا اعرف لما عاد الحنين الى فاجئة اليها وقد كنت اكرهها اشد الكره وابغضها كل البغض لا اعرف كيف تبدد الحال وصرت احبها ،
تجمع اولادى حولى مع رجل غريب وعدة اوراق معهم غلمت منهم انه محامى وقدى اتوا به حتى اكتب وصيتى قبل موتى ، يريدون منى ان اكتب نهايتي قبل موتى بذلت فى طفولتهم حياتى واموالى وصحتى حتى اعلمهم واربيهم وافخربهم والان بعد كل هذه السنوات وبعد ما القونى فى مشفى للامراض العقلية حتى يستولوا على شركتى الخاصة واموالى ويكون لهم حق التصرف يريدون الان ان امضى على وصية هم كتبوها ولم اراها حتى
مضيت الاوراق وامرتهم ان يعيدونى الى عالمى الحقيقي مرة اخرى الى اجمل مكان راته عيني وشعرت فيه بالامان والسلام الروحى الى المشفى كنت اود الذهاب الى بيت الله الحرام ولكنهم ابوا ان يجعلونى اذهب الى اى مكان فاامرتهم ان يعيدونى الى مكانى المقدس فهناك وان كان اسمها مشفى للامراض العقلية الا وانهم اعقل اناس رايتهم وتعاملت معهم فالاولى ان تذهب الناس الى هناك للعلاج وان يخرجوا من بالمشفى لانهم اصحاء ومعافين من كل شئ لينشروا السلام فى البلاد ويعلموا الناس كيف يعيشوا ......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق