الأحد، 2 أغسطس 2015

الإنسانية.بقلم الكاتب الكبير / ‫#‏عُمرأحمدسُليمان‬


الإنسانية
**********
ليست هي الكلمة المُطلقة التي نحتاج مفهومها المُطلق للتطبيق.. ولا الدعوة إليها كأنها هي ما فقدناه في عالمنا، ويلزمنا العودة إليها، واعتناقها...!!
ذلك لأنها كلمة عامة مُطلقة، تحتمل الخير والشر..
كلمة تحتوي على العيوب والمزايا للمخلوق الإنساني..
الإنسانية
*********
 لا تخلص من الغرائز الفوضوية أحياناً والشرود بعيداً..
الإنسانية بدون إسلام، بلا لِجام..
فهي بدون الإسلام، بلا معايير واضحة...
فالإنسانية 
*********
لا تخلو من العيوب البشرية.. نسيان، تكبر، خطأ، تعجل، تبطر، جُبن، أنانية، خيانة...
فضلاً عن أن الإنسانية ليست بمنهج.. إنما طبيعة يتصف بها خلق من مخلوقات الله..
وهذه السليقة أو الصفة أو الجبلة أو الطبيعة تحتاج لترشيد، تقويم، لتعديل، لوقاية، لحماية...
والإنسانية 
*********
لها علاقة بكل مجالات الحياة..
والإسلام دين الإنسانية.. إنما الإنسانية المُروضة.. المُنقحة...
إذا لم ترغب فيه كدين، فهو كنظام حياتي وسياسي يُوفر لك إنسانيتك كاملة منضبطة، ويمنحك حقوق إنسانيتك بالكامل مصفاة نقية، ويجعلك تتمتع بالحياة قاطبة مُنقحة مُنظمة، بقاعدة أن الأصل في الأشياء الإباحة، ما لم يرد فيها نص..
الإسلام هو أسلوب الحياة 
********************
الذي يُنظم حياة الإنسان حاكم ومحكوم..
مهما تشدق العلمانيون..
فهُم لا يعون أن الإسلام ليس مجرد دين، كما يفهمونه بفهمهم القاصر..
الإسلام منهج رباني
*****************
 للبشر جميعاً، وليس للمسلمين به فحسب؛ حتى يُرشدهم في كل أماكنهم وأدوارهم الإنسانية على الأرض، لمَ فيه صالحهم، على المستوى الفردي والجماعي سواء..
بعث الله نبيه بالإسلام رحمةً للعالمين، وليس للمسلمين فقط كما يُفهم.. بمعنى أن الإسلام حقٌ له أن يحكم الأرض، ويدخل في حماه كل البشر مما لا يدينون حتى بدين؛ ليُحافظ لهم على حقوق إنسانيتهم في كون الله...
ليحميهم أحياناً من قصور إنسانيتهم..
من تفريط إنسانيتهم، أو إفراطها..
ليحميهم من أنفسهم...
ليحميهم من بعضهم...
الإسلام دين دنيا وآخرة..
****************** 
للبشر عامة، وللمسلمين خاصة..
(الْيَومَ أَكمَلْتُ لكُم دينَكُم وأَتمَمتُ عليكُم نِعمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإِسلَامَ دِينا) المائدة.
وليس شرطاً أن يكون الدين هو اعتناق الإسلام كعقيدة وعبادة .. إنما قد يكون أيضاً أن يدين به الذمي والمسيحي واليهودي، يقبلون به كنظام سياسي يمنحهم حرية الاعتقاد، وممارسة عبادتهم، يُنظم لهم حياتهم ودنيتهم..
ألم يقل الله تعالى:
(ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها) آل عمران.
والمعنى أن الإسلام يمنح الإنسان ثواب الدنيا، وليس الآخرة فحسب.. لأن المسلم الحق هو الذي ينال ثواب الدنيا وحُسن ثواب الآخرة..
لاحظ التنكير في اختيار الألفاظ، والذي يعني التعميم والإطلاق.. أي أن الله يُخاطب البشر كُلهم، وليس المسلمين وحدهم، وليس فقط المؤمن بالله..
(إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم)
إذن فالإسلام منهج

****************
يُحافظ على معايير الإنسانية النقية، ويستبعد منها الشوائب والخبث الذي يعتريها ويدخل عليها من آن لآخر كطبيعة لصيقة لا يُمكن الانفصال عنها كحقيقة واقعة.
الإنسانية مادة خام..
****************
 لا يُمكن التعامل معها على وضعها الأولي..
ولا يمكن الاستفادة من حالتها البدائية، بدون تنقيتها وتصنيعها؛ لتُصبح حجراً كريماً ثميناً.. مُنسقاً.. جميلاً.. نافعاً..
.
‫#‏عُمرأحمدسُليمان‬
.

هناك تعليق واحد:

المتابعون