القناع الزائف
ما أحوجنا في هذا الزمان الى يد تربت على كتفنا أو تمسح على رؤوسنا على يد تقدم لنا رغيف خبز ينسينا آلام الجوع وجورالعوز،نحصد شوكا بعد أن زرعنا وردا ونقطف هما بعد أن غرسنا فرحا،نضع على محايانا أقنعة الزيف لنظلل بها فرائسنا رغم أننا نكرهها و نحتقرها ليس لشيء الا لأننا نخاف أن يقع سحرنا علينا أو أن نقع في حفرة نحن من حفرها،انقشعت الثقة بيننا فبتنا في معركة ننتظر الغدر من أي جانب سيأتينا أمن خلفنا أو أمامنا أذات اليمين أم ذات الشمال،غابة ظلماء هي حياتنا وديانها من كذب و أشجارها من نفاق و أدخالها دهماء من كثرة ظلمنا لبعضنا،أما عرفنا بعد أننا نحن من نتناول العلقم بعد أن زرعناه؟ أما حان الوقت أن نعلم أنه كما ندين ندان؟ أنوقد النار ولما تحرقنا نتحسر و نندم؟أغبياء نحن ليس الا ان شئنا السعادة بعد هذا.
نخرج من مساكننا كل يوم راجين أن نعيد معنا ابتسامتنا التي أخذنا لكن باطلا نرجو و عبثا نتمنى، فمذ أن نجتاز عتبة الباب حتى تسمم حواسنا فمقل لا ترى الا خبثا و أذن لا تسمع الا قبحا رياء هنا و سكر هناك،و نقول أننا في بلد مسلم ولو جاء مسلم من الغرب هاربا من كفر ذويه لوجدنا أكثر منهم و لكفر لولا أن عرف الاسلام قبل أن عرفنا.الكل يضع القناع على الكل والكل يضلل الكل.
نضيع حياتنا في مراقبة الغير و نتبع أخبارهم و مشاكلهم و عيوبهم كجمل يضحك على سنام غيره متناسيا سنامه نسينا أنفسنا و عشنا من أجل غيرنا فعلينا و على أعدائنا بغينا،تملكتنا الأنانية فلم نرضي سوى ذاتنا أما البقية فعدم،لا معنى لصديق في قاموسنا ولا مفهوم لأخ أو أخت صار في منجدنا،فان جرحنا ذات مرة فاليأس رفيقنا و الهم مسكننا. غيرنا مفهوم الانسانية بذلك و طبيعة البشر التي تقول أن الانسان اجتماعي بفطرته فأقنعتنا جعلتنا لا نثق حتى في القريب منا فتكدر صفو عيشنا،نسينا ديننا ووضعنا الدنيا بين جنبينا و سلمناها جوارحنا،لم ننسى دائما أن الموت ستقطفنا ذات مرة و على حين غرة ؟ كيف سنحتمل نار المعبود ونحن لا نقدر حتى على كي نار شمعة ؟
ضاعت ملامحنا بين البشر فصار السارق شجاع والسفاح بطل و العري تقدم و الغني جميل بماله و الفقير منحط ووضيع لفقره، عبدنا المال و ألهانا التكاثر و لو أن الله رحمته بعباده أجنحة نتظلل تحتها لجعل عاليها سافلها،فما أغدرنا و ما أنذلنا بشر ننكر النعمة و ننعم بالنقمة نحب الحرام حبا جما و نمقت الحلال كمقتنا لبعضنا.
...............................بقلم:بن عمارة مصطفى خالد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق