ان يأخذها في رحلة بحرية فعسى هواء البحر أن يشفيها من حالة الإكتئاب الشديدة التي صارت تعاني منها .. وفي البحر تزينت وارتدت أجمل فستان تحمله معها وصعدت إلى ظهر السفينة .. كانت تنظر إلى الأفق البعيد في شرود وتتذكر حكايتها مع هذا الرجل الغريب الذي اقتحم حياتها فأتلفها .. كيف يمكنها أن تترك رجلاً عشقته حد العبادة .. رجلاً اشعرها لأول مرة أنها أنثى دون أن ينظر إلى تضاريس جسدها .. كان يداعب منها العقل والروح حتى سلبهم منها .. ولكن كيف ستبرر لنفسها وللناس خيانتها المعنوية لزوجها .. فجأة شعرت ببرودة تسافر خلال العظام كسكين استوت على الجمر .. امسكت بقبضة يدها الإيطار المعدني الذي يفصلها عن الموج الصارخ في أذنيها .. أنت مذنبة .. كادت تسقط ولكنها تماسكت في آخر لحظه .. فهي ما كانت تسمح أن يدرك زوجها ما يدور في عقلها تلك اللحظة .. فجاءة سمعت صوت زوجها ينادي عليها من الخلف .. مها .. الجو قد يتغير فجأة وأنا أخاف عليك أن تمرضي .. اسدارت لتواجهه وهي تصرخ .. لماذا اأت هكذا دائماً تجبرني أن أشعر بالذنب .. ارجوك كن قاسياً ولو لمرة حتى أجد لنفسي المبرر أن اكرهك .. صدمته كلماتها .. ووقف في ذهول ينظر إليها والهواء يحاول أن يعريها أمامه من ثوبها الأحمر القاني الذي كان بالكاد يستر جسدها الذي لم يكن يعرف غيره .. لحظات وتركها ومضى وعندما استدار كانت تصعد الإيطار المعدني وتستسلم للموج الذي كان ينتظرها .. تمت .. قصة قصيرة .. للأديب / أحمد بيومي ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق