الجمعة، 27 نوفمبر 2015

أسفا لمن ضيع الأوقات بقلم // نبيه الخطيب


  • أسفا لمن ضيع الأوقات وقد عرفها وسلك بنفسه طريق الهوى فأتلفها أنس بالدنيا فكأنه خلق لها وأمله لا ينتهي وأجله قد انتهى سلمت إليه بضائع العمر فلعب بها لقد ركن إلى ركن ما لبث أن وهى عجبا لعين أمست بالليل هاجعة ونسيت أهوال يوم الواقعة ولأذن تقر عنها المواعظ فتضحي لها سامعة ثم تعود الزواجر عندها ضائعة ولنفوس أضحت في كرم الكريم طامعة وليست له في حال من الأحوال طائعة ولأقدام سعت بالهوى في طرق شاسعة بعد أن وضحت لها سبل فسيحة واسعة ولهمم أسرعت في شوارع اللهو شارعة لم تكن مواعظ العقول لها نافعة ولقلوب تضمر التوبة عند الزواجر الرائعة ثم يختل العزم بفعل ما لا يحل مرارا متتابعة ثالثة بعد ثانية وخامسة بعد رابعة كم يوم غابت شمسه وقلبك غائب وكم ظلام أسبل ستره وأنت في عجائب وكم أسبغت عليك نعمه وأنت للمعاصي توائب وكم صحيفة قد ملأها بالذنوب الكاتب وكم ينذرك سلب رفيقك وأنت لاعب يا من يأمن الإقامة قد زمت الركائب أفق من سكرتك قبل حسرتك على المعايب وتذكر نزول حفرتك وهجر الخلان والأقارب وانهض على بساط الرقاد وقل أنا تائب وبادر تحصيل الفضائل قبل فوت المطالب فالسائق حثيث والحادي مجد والموت طالب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون