((أبواق الموظفات)):::::
---**قصة قصيرة**---
-------------------------------------------------------------
أستقلُ سيارتي في حوالي الساعة الثامنة صباحاً ماضٍ إلي عملي ..الشوارع ُ مكتظة ٌ بالسيارات .. ترسو سيارتي في منتصف الطريق وسط جموع السيارات الغفيرة .. أُدير مذياعها على موجة الأخبار .. أدور بناظري في المكانِ من حولي , لأجد أن معظم قائديها من الجنس الآخر - الجنس اللطيف - .. صوت المذياع يدوي في أذني .. يجذبني موضوع الحلقة .. زيادة نسبة الموظفات في الوطن العربي وتأثير ذلك علي الأسرة والأولاد .. أحاول الإنصات قليلا .. يشوشُ علي مسامعي أصواتُ أبواقِ السيارات .. أتطلع من جديد .. تبدو النساء متعجلات .. لا يرفعن ايديهن عن مفاتيح الأبواق .. على اليمين .. ظهرت بشعرها الأسود الحريري .. ونظارتها الشمسية بنية اللون .. بدت وكأنها تود ولو تصعد بسيارتها الضخمة ذات الدفع الرباعية فوق أسطح السيارات لتخترق الزحام .. على اليسار .. أسمع بكاءَ طفلٍ صادر من المقعد الخلفي لسيارةٍ يابانيةٍ بيضاءٍ صغيرة،احتارت قائدتها ما بين الزحام وطفلها القابع في الخلفِ يبكي .. تحاول إسكاته بلعبة بلاستيكية تصدر صوتاً موسيقياً رناناً .. ولكن دون جدوى .. يبدو أنه قد مل الذهاب لحاضنتِه المُسْتَأْجَرة ككلِّ صباح .. الكل يتابع التحديق في الإشارة الحمراء والتي بدي عليها التعطل , رغم وثوقهم أنها ليست هي المشكلة .. مل الرجال الإنتظار .. بدء البعض يخرح من سياراته .. النساء مازلن داخل السيارات .. يعبثن بعجلة القيادة .. متربصات للإشارة .. متـأهبات للإنطلاق بسرعة شديدة للحاق بأعمالهن وتعويض الوقت الضائع .. مازلتُ أدور بناظري , حتي وقعت عيناي علي سيدةٍ في السيارةِ الأمامية .. تضبط زينتها علي المرآةِ الداخليةِ لسيارتها الحمراءِ المكشوفة .. علمت أن للمرآة وظيفة أخري لم تضعها الشركةُ المصنعةُ في الحسبان .. ابتسمتُ ابتسامةً ساخرة .. حاولت أن أرفع صوت المذياعِ قليلاً .. تقرأ المحاورة الإذاعية رسائل المستمعين ..."لا أري زوجتي إلا في أيام الإجازات" .. "أبنائي يعتبرون الخادمة والدتهم" .. "زوجي يغار من نجاحي" .. "خيرت زوجتي بين العمل و بيني فاختارت العمل فطلقتها" ..... فجأة ارتفعت أصوات الأبواق .. ظننتُ أن الإشارةَ قد اخضرت والطريق انفتح .. مازالتْ كلمات المحاورة تتراشق على مسامعي.. تنهدتُ قليلاً قبل أن أتابع تجولي .. ظَهَرَتْ لي من داخل السيارة الخلفية في مرآةِ سيارتي , شابة في مقتبل عمرها منهمكة في حديث تليفوني بدا هاماً , وأخري جذبها خبر في الجريدةِ الرسمية , وثالثة في عالمٍ آخر مع نغمات الموسيقي الكلاسيكية الأوبرالية الصادرة من مشغلِ اسطواناتِ سيارتِها , ورابعة يبدو أنها تتابع فيلماً أجنبياً مثيراً عبر شاشة مشغل الإسطوانات المرئية , وخامسة .. وسادسة .. أخيراً انفتحتْ الإشارة و بدأت السيارات تتحرك قليلاً وبدأ الطريق يخلوا من أمامي شيئاً فشيئاً , فاندفعتْ السيارات تعدو من حولي وكأنها في سباق .. أصوات الأبواق من خلفي توحي بالإصطدام .. مازلتُ واقفاً .. أتأمل الخبر الأخير قبل انتهاء البرنامج .. أكثر الحوادث بسبب النساء .. ابتسمتُ تلك الابتسامة الساخرة .. نسيت أنني وسط الطريق .. انتفضتُ على أصواتِ الموظفات اللَّواتي أقلهن إلي أعمالهن كل صباح .. يصرخن في حنق .. ماذا تنتظر .
-----------------------------------------------------------
بقلمي /محمدالسيد
---**قصة قصيرة**---
-------------------------------------------------------------
أستقلُ سيارتي في حوالي الساعة الثامنة صباحاً ماضٍ إلي عملي ..الشوارع ُ مكتظة ٌ بالسيارات .. ترسو سيارتي في منتصف الطريق وسط جموع السيارات الغفيرة .. أُدير مذياعها على موجة الأخبار .. أدور بناظري في المكانِ من حولي , لأجد أن معظم قائديها من الجنس الآخر - الجنس اللطيف - .. صوت المذياع يدوي في أذني .. يجذبني موضوع الحلقة .. زيادة نسبة الموظفات في الوطن العربي وتأثير ذلك علي الأسرة والأولاد .. أحاول الإنصات قليلا .. يشوشُ علي مسامعي أصواتُ أبواقِ السيارات .. أتطلع من جديد .. تبدو النساء متعجلات .. لا يرفعن ايديهن عن مفاتيح الأبواق .. على اليمين .. ظهرت بشعرها الأسود الحريري .. ونظارتها الشمسية بنية اللون .. بدت وكأنها تود ولو تصعد بسيارتها الضخمة ذات الدفع الرباعية فوق أسطح السيارات لتخترق الزحام .. على اليسار .. أسمع بكاءَ طفلٍ صادر من المقعد الخلفي لسيارةٍ يابانيةٍ بيضاءٍ صغيرة،احتارت قائدتها ما بين الزحام وطفلها القابع في الخلفِ يبكي .. تحاول إسكاته بلعبة بلاستيكية تصدر صوتاً موسيقياً رناناً .. ولكن دون جدوى .. يبدو أنه قد مل الذهاب لحاضنتِه المُسْتَأْجَرة ككلِّ صباح .. الكل يتابع التحديق في الإشارة الحمراء والتي بدي عليها التعطل , رغم وثوقهم أنها ليست هي المشكلة .. مل الرجال الإنتظار .. بدء البعض يخرح من سياراته .. النساء مازلن داخل السيارات .. يعبثن بعجلة القيادة .. متربصات للإشارة .. متـأهبات للإنطلاق بسرعة شديدة للحاق بأعمالهن وتعويض الوقت الضائع .. مازلتُ أدور بناظري , حتي وقعت عيناي علي سيدةٍ في السيارةِ الأمامية .. تضبط زينتها علي المرآةِ الداخليةِ لسيارتها الحمراءِ المكشوفة .. علمت أن للمرآة وظيفة أخري لم تضعها الشركةُ المصنعةُ في الحسبان .. ابتسمتُ ابتسامةً ساخرة .. حاولت أن أرفع صوت المذياعِ قليلاً .. تقرأ المحاورة الإذاعية رسائل المستمعين ..."لا أري زوجتي إلا في أيام الإجازات" .. "أبنائي يعتبرون الخادمة والدتهم" .. "زوجي يغار من نجاحي" .. "خيرت زوجتي بين العمل و بيني فاختارت العمل فطلقتها" ..... فجأة ارتفعت أصوات الأبواق .. ظننتُ أن الإشارةَ قد اخضرت والطريق انفتح .. مازالتْ كلمات المحاورة تتراشق على مسامعي.. تنهدتُ قليلاً قبل أن أتابع تجولي .. ظَهَرَتْ لي من داخل السيارة الخلفية في مرآةِ سيارتي , شابة في مقتبل عمرها منهمكة في حديث تليفوني بدا هاماً , وأخري جذبها خبر في الجريدةِ الرسمية , وثالثة في عالمٍ آخر مع نغمات الموسيقي الكلاسيكية الأوبرالية الصادرة من مشغلِ اسطواناتِ سيارتِها , ورابعة يبدو أنها تتابع فيلماً أجنبياً مثيراً عبر شاشة مشغل الإسطوانات المرئية , وخامسة .. وسادسة .. أخيراً انفتحتْ الإشارة و بدأت السيارات تتحرك قليلاً وبدأ الطريق يخلوا من أمامي شيئاً فشيئاً , فاندفعتْ السيارات تعدو من حولي وكأنها في سباق .. أصوات الأبواق من خلفي توحي بالإصطدام .. مازلتُ واقفاً .. أتأمل الخبر الأخير قبل انتهاء البرنامج .. أكثر الحوادث بسبب النساء .. ابتسمتُ تلك الابتسامة الساخرة .. نسيت أنني وسط الطريق .. انتفضتُ على أصواتِ الموظفات اللَّواتي أقلهن إلي أعمالهن كل صباح .. يصرخن في حنق .. ماذا تنتظر .
-----------------------------------------------------------
بقلمي /محمدالسيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق