الأحد، 27 مارس 2016

" في المطار... "©عبد المومن جمال

في المطار ..
لما أمي ودعتني...
قبلت جبيني..وحضنتي
و همست...في أدني...
بالمعوذتين...حصنتني
و بالصلاة نصحتني...
و على الصبر أوصتني
و قبل... أن تودعني...
طلبت مني...
أن لا أنضر إلى خلفي...
أن أواصل مسيري...
مهما الأحزان من كل إتجاه...
حاصرتني...
مهما ليالي الحنين إلى وطني
طاردتني...
فغايتي الرجوع إلى أصلي...
و الإياب إلي صدر... أمي
مآلي...و مصيري...
و قبل أن تودعني...
أخدت شالها البني...
و به مسحت دموعي
و في أهوال السفر أنستني
و إلى طفولتي...أعادتني
و عندما بين دراعيها أخدتني
و بعباءتها البنية الفاتحة اللون
عن عيون الدنيا...خبئتني
في لحظة زمان أشعرتني
أنها قدري...
أنها سفري...
أنها حبلي السري...
فمهما كان إتجاهي...
ستكون دوما أمي معي...
أشهرها سيفا....
في وجه جحافل المحن
أشهرها بردا و سلاما....
في وجه نيران الندم...
و مهما طالت أعوام السفر...
و مهما طالت أيام الكدر...
و تعبت حقائبي...
من الترحال....
و ركوب الطائرات و السفن...
سأعود يوما ما...
إلى حضن أمي...
كي أنسى همي...
و بعدها فليفنى العالم...
و معه الوطن...
و معه صوت السفر الخشن...
و يبقى صوت أمي المتزن...
القادم من خلف جسدها الوهن....
صوت الموت... الناعم...
صوت الخلود... الدائم....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون