الأربعاء، 6 أبريل 2016

قصة قصيرة بعنوان:((قصر من رمل))

بعد أن تملكني الضجر و نهشني السأم في مساء ذي قيظ،تمردت على مفاصلي المرهقة و فكري المشوش من إرهاصات الزمن و مشاغل الحياة القاسية التي كنت أجترها حينا و ألوكها في دماغي أخرى،خرجت إلى حضن الشوارع تتقاذفني من هذا إلى ذاك بلا دليل غير خيال تذكرته بعد مرور سنين،خيال ينكأ جرحا اندمل أو يكاد،فإذ بأمواج البحر توقظني و يد المد و الجزر تعبث بها رواحا و غدوا،فبدأت أتفرس في وجوه المصطافين حتى لمحتها،أجل إنها هي فلعمري ما ظننت أنني ألقاها بعد هذا العمر الذي انقضى،تغيرت كثيرا لم تعد سحنتها كما عهدتها جميلة كرسم الموناليزا بل ريشة أرقام الزمن رسمت عليها ما شاء لها أن ترسم،تقدمت منها بخطوات متثاقلة و كأني بها زادت ثقلا عن ذي قبل و لكن قلبي كان يخطو سريعا يريد أن يخرج من بين ضلوعي ليرتمي بين يديها،و ما هي إلا برهة حتى رمقت طفلا يهرول نحوها يصرخ باكيا مستطردا و هو يشير بأصبعه الصغير:(أمي،أمي....أنظري إلى أبي،قد حطم قصر الرمل الذي بنيته) فانعطفت إذ ذاك و بسمتي تخبو على شفاهي و فؤادي دامعا بصدري و أنا أرد على ذلك الصبي في صمت:(لا تبك يا بني فإن أباك يهوى فن التحطيم،لأنه حطم قلبي اللحظة و هدني هدا)،فانكفأت راجعا من حيث أتيت و أنا ألوم نفسي لأن حبي لم يكن سوى قصرا من رمل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون