الاثنين، 4 أبريل 2016

مواقــــــــــــــــــف مثيــــــــــــــــــرة أبو جعفر المنصور وأحد رعاياه .... بقلك سامى ناصف

مواقــــــــــــــــــف مثيــــــــــــــــــرة
أبو جعفر المنصور وأحد رعاياه ....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لولا ذلات أحصاها عليه المنصفون لكان من أعظم الخلفاء...
..................................................................
حج ذات يـــــــــــــــــــوم وكان يطوف بالبيت ليلا والناس نيام فسمع رجلا يدعو الله فى ذلّ وضراعة ..( يقول : اللهم إنى أشكو إليك ظهور البغى والفساد فى الارض والطمع الذى يحول بين الحق وأهله ......................... فأسرع المنصور إليه وسأله ...
من الذى تشكو الله منه ؟ فقال أنت !! فقال كيف يدخلنى الطمع ؟ وكل ما أريده فى قبضة يدى . فقال الرجل :وهل دخل الطمع على أحد أكثر مما دخل عليك ؟
إن الله وكلّ إليك أمور المسلمين وأحوالهم .. فأغفلت أمورهم واهتممت بجمع أموالهم
وأقمت بينك وبينهم حجابا واتخذت وزراء فسدة ..
فإن نسيت لم يذكروك وإن أحسنت لم يعينوك . وقويتهم على ظلم الناس .بالاموال والرجال والسلاح . وأمرت ألا يدخل عليك إلا فلانا وفلانا ..
فلما رأك أعوانك تحبس المال ولا تقسمه واتفقوا على كتم أمور الرعية عنك .
مازال حديث الرجل مستمرا .. وضرب له مثلا فى الصين فقال له
لقد سافرت مرة إلى الصين فرأيت ملكها يبكى لعلة شديدة نزلت به فذهبت بسمعه
.... فقال له وزيره : مالك تبكى ؟ فقال لست أبكى على سمعى الذى ذهب !!
ولكن أبكى لأنى لن أسمع شكوى المظلوم ولكن إن ذهب سمعى فإن بصرى لم يذهب
وأمر أعوانه أن ينادوا فى الناس .. لايلبس الثياب الأحمر إلا المظلوم !!
وصار يركب الفيل نهارا ويطوف بالطرق علّه يرى مظلوما .. هذا يا أمير المؤمنين..
ـ مشــــــــــــــــرك ـ وأنت مؤمن بالله عزّ وجلّ وابن عم نبيه .
فماذا ستصنع أمام من منحك ملكه ؟
فبكى المنصور: فقال : ماذا أصنع ؟
قال : عليك بالأئمة الناصحين والعلماء الاتقياء ..
قال المنصور : فروا منى !! فقال له هربوا منك مخافة الله .
فافتح الابواب .. وارفع الحجّاب .. وانتصر للمظلوم .. وخذ المال مما حلّ وطاب وقسّمه بالعدل وأنا ضامن لك أن يأتيك من هرب .
ما أروع العدل فى الراعى والرعيّة .. فمتى نجد رعاة صالحين حتى نجد حكّاما عادلين
كتبها / سامى ناصـــــــــف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون