الأحد، 29 مايو 2016

#‏قصة_قصيرة_مريرة‬ ‫#‏اسماء_علاء_الدين‬

في هذا الصباح أحببت أن أعترف لكم بسر من بقايا ذكرياتي؛ ربما هو ذلك السر الذي جعلني بين يديكم الآن؛ تلك المبدعة التي تحيوها وتعجبون بها يوما بعد يوم ؛اليوم تذكرت أمي رحمة الله عليها ؛ وتذكرت خمس أعوام مضت بمعاناة لن يتحملها غيري؛ ولكن ما اجهشني بالبكاء ذلك الحوار الذي كان يدور بيني وبينها كل يوم قبل أن أكون "أنا" الآن..
-يابنتي حرام عليكي قومي هاتيلي علاجي هموت مش قادرة !
=بلاش يا اما بلاش
_يابنتي حرام عليكي منك لله كل يوم تهمديني ع متنزلي تجبيلي العلاج ؛ ربنا يبارك لاخوكي ويرزقه اومال لو مكانش بيبعتلنا الفلوس مع "سمير"كل يوم..
=خلاص يا ما بطلي انا نازلة اهو
نزلت الشارع و كالعادة بدون جدوي دخلت شقة "حمادة البرنس"
تذكرت أيضاً تفاصيل حوار هذا الشاب اللعين.. حينما قابلني بتلك الكلمات
_ايه ياختي ايه اللي حدفك عليا تاني مش قولتي ان امبارح كان اخر مرة
=وحشتني يا حمادة وقلت اعدي اسلم عليك الحق عليا
_لا يا موزة تعالي بس النهاردة ب 30 جندي مافيش غيرهم
أعلم أن سعر "الأنبول" 50 جنية ولم أمتلك منهم شئ..
=لأ يا حمادة انا صبحت عليك وماشية بقا
_هديك الخمسيناية يابت بس نفسي اعرف انتي بتعميلي ايه بيهم كل يوم
يومها كنت في حاجة شديدة للبكاء ؛ فبكيت ما لم أبكي من قبل..
وبعد محاولة عقيمة منه لمعرفة السبب ؛ نظر لي ف حنو علي غير عادته
_خلاص يابنتي براحتك خدي الخمسناية وامشي مش عايز حاجة
=ربنا يكرمك يا حمادة اول ملاقي شغل ف الخرابة دي هردهوملك
وقبل أن اخرج نظر إلي قدماي بلهفة
_تعالي يابت يخربيت حلاوتك
صحت بصوت عالي ؛ فلكمني بقوة
_ايه ياروح امك انتي نسيتي نفسك ولا ايه ولا تكونيش افتكرتي عشان عطفت عليكي تبقي شريفة يابت
بعد استسلامي المتكرر معه وبعدما انهي قذارته ؛ خرجت متوجهه للصيدلية المقابلة التي يلقبونها ب "كشك الكماوي" أخرجت ما معي من مال ل "المداوي"
بعد لحظات ذهبت إلي أمي البائسة "رحمة الله عليها"
أعطيتها مسكنها ؛ وبدأت أنا في وجعي ولكنه اشتد علي تلك اليوم كثيرا أردت التخلص منه ولكن..
ارتميت علي الارض جثة هامدة ؛ تذكرت قذارة "حمادة" الذي يريد أن يعرف نقطة ضعفي بالتحديد لا ليساعدني ولكن "ليسرحني" مثل باقي الفتيات!
أيضاً تذكرت "سامح" هذا الجميل الذي تركني بعد رجائي المتكرر وحتي الآن لم يعرف سر بعدي المفاجئ!
كنت في حاجة لعدم التفكير ف ما يدعي "أخي " الذي تركنا وغادر البلد ولم يسأل عنا ولا يوم ؛ ولكن لم أصرح لأمي يوماً حتي لا تمرض علي مرضها !
لا يهمني إن كانت تكرهني لمناهدتها المتكررة معي ؛ ولكن علي كل حال كانت "رحمة الله عليها" تحبه كثيراً ولن تطيق أن تراه ف غير الصورة التي رسمتها له ؛ تركتها لا تعلم حقيقة شئ!
بعد وفاتها خرجت من البلد وها أنا الآن بين يديكم ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون