قيمة الإخلاص ووشوشة
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
مره أخرى حضرات المتابعات والمتابعين لمقالات (وشوشه ) نعود ونلتقى بكم
واليوم نلتقى مع قيمة جديدة نود التحليق حولها ومحاولة إلقاء بعض الضوء عليها ألا وهى قيمة ( الإخلاص )
والإخلاص هو أم المشكلات التى تمتلىء بها حياتنا داخل الأسره وخارجها داخل المجتمع ...فالنسيج البشرى الحالى يفتقد هذه القيمة كثيراً إمّا لغباءه أو حماقته أو لإفتقاره إلى هذه القيمه أساساً .
ولكن ما معنى الإخلاص ؟
الإخلاص في اللغة: مشتق من خَلَص، بفتح الخاء واللام خلص يخلص خلوصاً وإخلاصاً، وهو في اللغة بمعنى صفا وزال عنه شوبه إذا كان في الماء أو اللبن أو أي شيء فيه شوب يعني تغير لونه بشيء يشيبه أي يغيره فقمت وصفيتَه أخرجت هذه الشوائب التي لوثته فيقال: إنك أخلصته يعني صفيته ونقيته.
الإخلاص في الإصطلاح: يعني صدق العبد في توجههِ إلى الله اعتقاداً وعملاً، قال الله : ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِين لَهُ الدّين﴾ سورة البينة الآية (5). ويقول تعالى : ﴿إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ﴾ سورة النساء الآية (146 )
لذا فإن الإخلاص في القول والعمل، أساس القبول عند الله. قال سهل بن عبد الله التستري: نظر الأكياس في تفسير الإخلاص فلم يجدوا غير هذا: أن تكون حركته وسكونه في سره وعلانيته لله تعالى، لا يمازجه شيء، لا نفس، ولا هوى، ولا دنيا، حيث يقول الله تعالى: ﴿قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين﴾ سورة الأنعام الآية 126
للإخلاص علاماتٌ منها
ــ تجنُّب كل ما ينافي الإخلاص في العقيدة : كالشرك والرياء والنفاق، لأن كلَّ ذلك منْ مُحبطاتِ الأعمالِ وإنْ كَثُرَتْ، وقدْ تعدَّدت الآياتُ القرآنية التي تنفر من هذه الاعمال ؛ لما تؤدي إليه من سوء العاقبة.
ــ محبةُ الله والرسول محمد :
فعن أنس - رضي الله عنه – " أن رجلا من الأعراب أتى رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ فقال: ما أعددت لها؟ فقال الأعرابي: ما أعددت لها من كثير من صلاةٍ، ولا صومٍ، ولا صدقةٍ، ولكني أحب الله ورسوله، قال: أنت مع من أحببت " . قال أنس: فما فرحنا بعد الإسلام فرحا أشد من قوله – صلى الله عليه وسلم -: " فإنك مع من أحببت " قال أنس: " فأنا أحب الله ورسوله، وأبا بكر وعمر – رضي الله عنهما – فأرجو أن أكون معهم، وإن لم أعمل بأعمالهم "
ــ التمسك بالعقيدة، والثبات عليها، والنصر لها مهما عرض للإنسان من مغريات الدنيا وزينتها، فقد تمسك رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بما أوحي إليه من ربه، رغم ما تعرض له من إيذاء، وما قدمه المشركون من تنازلات، وإغراءات مقابل التخلي عن هذه العقيدة فأبى، وعلى ذلك سار أصحابه من بعده، وضحوا بأنفسهم وأموالهم؛ لنصرة هذا الدين العظيم، قال الله تعالى:" يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عليم " صدق الله العظيم
ويجب أن تعلم أن الإخلاص لن يتحقق بدون وجود دافع للإخلاص وهذا الدافع هو "المحبة" فأنت لن تخلص العمل لشخص لا تحبه فعندما تخلص يكون مصدر أعمالك هو قلبك ومن القلب إلى الجوارح، فالجوارح واللسان يظهران لنا ما تضمره القلوب من مشاعر.
الإخلاص هو جنة المخلصين، وروح المتقين، وسر بين العبد وربه، وهو قاطع الوساوس والرياء، وهو أن تقصد بعملك الله فلا تتوجه لسواه، ولا ينعقد في قلبك طلب غيره ولا تلتمس ثناءً ولا مدحًا من الناس، ولا تنتظر الجزاء إلا منه سبحانه.
كان أيوب السختياني يقوم الليل كله، فيخفي ذلك، فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة.
والإخلاص هو كمال العمل وحسنه، وهو أعزّ شيء في الدنيا، وهو إفراد الله بالقصد في الطاعة، وهو نسيان رؤية الخلق بدوام مراقبة الله جل وعز؛ فما كان لله فيجزي به الله الكريم، وما كان لما سواه يذهب هباء منثورًا، قال ﷺ: “إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه” (رواه البخاري )
من هذا العرض السريع لمعنى الإخلاص وقيمة الإخلاص نعود ونكرر ونأصّل شيئاً هاماً
الإنسان الذى يعيش بلا مبدأ وبلا قضيّة وبلا هدف هو يجهل حقيقة الحياة ويجهل معنى أن يكون بشراً يثق فى أن له رب سيحاسبه على كل كبيرة وصغيرة وأنه يراقبه الليل والنهار وسيجعل من أعضاءه شهوداً عليه، سبحان من يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور .
كثير من الناس يعيش الحياه ومثله كمثل القطيع للأسف ، ليس له موقف رأى وليست له قضيه واضحه وليس له مبدأ قد يضحّى بالغالى والرخيص من أجله .
وإذا ناقشت البعض منهم فى شىء إتهمك بالغيرة منه والحقد عليه ويتحدث فى زهو بكثرة المحيطين به ، المتفاعلين معه فى كل ما يقول أو يفعل ... ولا يكلّف نفسه بالبحث عمن هو مخلص له فى إطراءه ممن هو منافق ، ولا يكلّف نفسه بتحرّى الصدق وأن يكون مخلصاً فى كل كلمة يقولها أو فعل يفعله .
إننا نضيّع عمرنا فى عمر يمر بلا قيمة ، بلا معنى .... الموظف لا يتّقى الله فى عمله ولا فى خدمة المواطنين ، والمسئول يعيش بمنأى عن المواطن ويصدر قراراته دوماً من خلال المكتب المكيّف الذى يعيش فيه طول الوقت ، الطالب تراه ينشغل طوال العام بأمور تافهه وضائعه ليأتى يوم الإمتحان بأحدث الأفكار فى الغش المتطور المواكب للثورة التكنولوجية
بعض الزوجات والأزواج يفتقدوا الإخلاص أيضاً فى معاملاتهم بعضهم البعض وكل منهما يعلم أن الآخر يخدعه أو على الأقل يشك فى تصرفه وإخلاصه ولكنه يغلق عقله وفمه لأن
( اللى بيته من قزاز ما يضربش الناس بالطوب )
أعزائى : هذه ليست صورة قاتمه للناس والمجتمعات ولا أرمى الناس بالتهم جزافاً ولكن أسعى دائماً إلى إبراز أمراضنا السلوكيه والنفسيه لمحاولة إيجاد الحلول النافعه لها .
نعم أحلم بالمدينة الفاضله ، وسأظل أحلم بها .. وسأرسم صورتها فى أشعارى وقصصى وخواطرى وحتى مقالاتى ... فربما يأتى يوم يتحقق فيه هذا الحلم
المطلوب فقط هو إخلاصنا ... سواء مع الله ، أو مع أنفسنا ، أو مع بعضنا البعض حتى نشعر بقيمة الحياة التى نعيشها .
وإلى لقاء آخر مع قيمة أخرى من ( وشوشة ) إذا كان فى العمر بقيّه إن شاء الله .
بقلم / إبراهيم فهمى المحامى
26/6/2016
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
مره أخرى حضرات المتابعات والمتابعين لمقالات (وشوشه ) نعود ونلتقى بكم
واليوم نلتقى مع قيمة جديدة نود التحليق حولها ومحاولة إلقاء بعض الضوء عليها ألا وهى قيمة ( الإخلاص )
والإخلاص هو أم المشكلات التى تمتلىء بها حياتنا داخل الأسره وخارجها داخل المجتمع ...فالنسيج البشرى الحالى يفتقد هذه القيمة كثيراً إمّا لغباءه أو حماقته أو لإفتقاره إلى هذه القيمه أساساً .
ولكن ما معنى الإخلاص ؟
الإخلاص في اللغة: مشتق من خَلَص، بفتح الخاء واللام خلص يخلص خلوصاً وإخلاصاً، وهو في اللغة بمعنى صفا وزال عنه شوبه إذا كان في الماء أو اللبن أو أي شيء فيه شوب يعني تغير لونه بشيء يشيبه أي يغيره فقمت وصفيتَه أخرجت هذه الشوائب التي لوثته فيقال: إنك أخلصته يعني صفيته ونقيته.
الإخلاص في الإصطلاح: يعني صدق العبد في توجههِ إلى الله اعتقاداً وعملاً، قال الله : ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِين لَهُ الدّين﴾ سورة البينة الآية (5). ويقول تعالى : ﴿إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ﴾ سورة النساء الآية (146 )
لذا فإن الإخلاص في القول والعمل، أساس القبول عند الله. قال سهل بن عبد الله التستري: نظر الأكياس في تفسير الإخلاص فلم يجدوا غير هذا: أن تكون حركته وسكونه في سره وعلانيته لله تعالى، لا يمازجه شيء، لا نفس، ولا هوى، ولا دنيا، حيث يقول الله تعالى: ﴿قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين﴾ سورة الأنعام الآية 126
للإخلاص علاماتٌ منها
ــ تجنُّب كل ما ينافي الإخلاص في العقيدة : كالشرك والرياء والنفاق، لأن كلَّ ذلك منْ مُحبطاتِ الأعمالِ وإنْ كَثُرَتْ، وقدْ تعدَّدت الآياتُ القرآنية التي تنفر من هذه الاعمال ؛ لما تؤدي إليه من سوء العاقبة.
ــ محبةُ الله والرسول محمد :
فعن أنس - رضي الله عنه – " أن رجلا من الأعراب أتى رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ فقال: ما أعددت لها؟ فقال الأعرابي: ما أعددت لها من كثير من صلاةٍ، ولا صومٍ، ولا صدقةٍ، ولكني أحب الله ورسوله، قال: أنت مع من أحببت " . قال أنس: فما فرحنا بعد الإسلام فرحا أشد من قوله – صلى الله عليه وسلم -: " فإنك مع من أحببت " قال أنس: " فأنا أحب الله ورسوله، وأبا بكر وعمر – رضي الله عنهما – فأرجو أن أكون معهم، وإن لم أعمل بأعمالهم "
ــ التمسك بالعقيدة، والثبات عليها، والنصر لها مهما عرض للإنسان من مغريات الدنيا وزينتها، فقد تمسك رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بما أوحي إليه من ربه، رغم ما تعرض له من إيذاء، وما قدمه المشركون من تنازلات، وإغراءات مقابل التخلي عن هذه العقيدة فأبى، وعلى ذلك سار أصحابه من بعده، وضحوا بأنفسهم وأموالهم؛ لنصرة هذا الدين العظيم، قال الله تعالى:" يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عليم " صدق الله العظيم
ويجب أن تعلم أن الإخلاص لن يتحقق بدون وجود دافع للإخلاص وهذا الدافع هو "المحبة" فأنت لن تخلص العمل لشخص لا تحبه فعندما تخلص يكون مصدر أعمالك هو قلبك ومن القلب إلى الجوارح، فالجوارح واللسان يظهران لنا ما تضمره القلوب من مشاعر.
الإخلاص هو جنة المخلصين، وروح المتقين، وسر بين العبد وربه، وهو قاطع الوساوس والرياء، وهو أن تقصد بعملك الله فلا تتوجه لسواه، ولا ينعقد في قلبك طلب غيره ولا تلتمس ثناءً ولا مدحًا من الناس، ولا تنتظر الجزاء إلا منه سبحانه.
كان أيوب السختياني يقوم الليل كله، فيخفي ذلك، فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة.
والإخلاص هو كمال العمل وحسنه، وهو أعزّ شيء في الدنيا، وهو إفراد الله بالقصد في الطاعة، وهو نسيان رؤية الخلق بدوام مراقبة الله جل وعز؛ فما كان لله فيجزي به الله الكريم، وما كان لما سواه يذهب هباء منثورًا، قال ﷺ: “إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه” (رواه البخاري )
من هذا العرض السريع لمعنى الإخلاص وقيمة الإخلاص نعود ونكرر ونأصّل شيئاً هاماً
الإنسان الذى يعيش بلا مبدأ وبلا قضيّة وبلا هدف هو يجهل حقيقة الحياة ويجهل معنى أن يكون بشراً يثق فى أن له رب سيحاسبه على كل كبيرة وصغيرة وأنه يراقبه الليل والنهار وسيجعل من أعضاءه شهوداً عليه، سبحان من يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور .
كثير من الناس يعيش الحياه ومثله كمثل القطيع للأسف ، ليس له موقف رأى وليست له قضيه واضحه وليس له مبدأ قد يضحّى بالغالى والرخيص من أجله .
وإذا ناقشت البعض منهم فى شىء إتهمك بالغيرة منه والحقد عليه ويتحدث فى زهو بكثرة المحيطين به ، المتفاعلين معه فى كل ما يقول أو يفعل ... ولا يكلّف نفسه بالبحث عمن هو مخلص له فى إطراءه ممن هو منافق ، ولا يكلّف نفسه بتحرّى الصدق وأن يكون مخلصاً فى كل كلمة يقولها أو فعل يفعله .
إننا نضيّع عمرنا فى عمر يمر بلا قيمة ، بلا معنى .... الموظف لا يتّقى الله فى عمله ولا فى خدمة المواطنين ، والمسئول يعيش بمنأى عن المواطن ويصدر قراراته دوماً من خلال المكتب المكيّف الذى يعيش فيه طول الوقت ، الطالب تراه ينشغل طوال العام بأمور تافهه وضائعه ليأتى يوم الإمتحان بأحدث الأفكار فى الغش المتطور المواكب للثورة التكنولوجية
بعض الزوجات والأزواج يفتقدوا الإخلاص أيضاً فى معاملاتهم بعضهم البعض وكل منهما يعلم أن الآخر يخدعه أو على الأقل يشك فى تصرفه وإخلاصه ولكنه يغلق عقله وفمه لأن
( اللى بيته من قزاز ما يضربش الناس بالطوب )
أعزائى : هذه ليست صورة قاتمه للناس والمجتمعات ولا أرمى الناس بالتهم جزافاً ولكن أسعى دائماً إلى إبراز أمراضنا السلوكيه والنفسيه لمحاولة إيجاد الحلول النافعه لها .
نعم أحلم بالمدينة الفاضله ، وسأظل أحلم بها .. وسأرسم صورتها فى أشعارى وقصصى وخواطرى وحتى مقالاتى ... فربما يأتى يوم يتحقق فيه هذا الحلم
المطلوب فقط هو إخلاصنا ... سواء مع الله ، أو مع أنفسنا ، أو مع بعضنا البعض حتى نشعر بقيمة الحياة التى نعيشها .
وإلى لقاء آخر مع قيمة أخرى من ( وشوشة ) إذا كان فى العمر بقيّه إن شاء الله .
بقلم / إبراهيم فهمى المحامى
26/6/2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق